السميع جل جلاله


عبد الله بن مشبب بن مسفر القحطاني

في الوقت الذي يريديك الله أن تعلم: أنه على العرش استوى، يريدك أن تتيقن: أنه يسمعك ويراك؛ ويسمع كلماتك ويرى أفعالك، ولا تخفى عليه منك خافية، يسمع مناجاتك ونداءك له، خواطرك مكشوفة، ودعاؤك مسموع، وطلبك ملبى، واستغفارك مجاب، وتوتبك مقبولة.

فهل حطمتك الأوجاع؟ هل روحك تئن شوقاً إلى ربها؟ فالله يسمع أنينك، وهو أقرب إليك من حبل الوريد، يجيبك، يكشف غمك، يفرج همك.. إنه هو السميع العليم.

قال سبحانه وتعالى مثنياً على نفسه

{وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ}

[البقرة: 137]

ورد اسم الله (السميع) في كتابه العزيز في خمسة وأربعين موضعاً.

فربنا سبحانه وتعالى سميع؛ أحاط سمعه بجميع المسموعات، فكل ما في العالم العلوي والسفلي من الأصوات يسمعها؛ سرها وعلنها، وكأنها لديه صوت واحد، لا تخلتلط عليه الأصوات، ولا تخفى عليه جميع اللغات، والقريب منها والبعيد والسر والعلانية عنده سواء، قال سبحانه وتعالى:

{سَوَآءٌ مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ ٱلْقَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِهِۦ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِٱلَّيْلِ وَسَارِبٌۢ بِٱلنَّهَارِ}

[الرعد: 10]

واشتراك المخلوق مع الخالق سبحانه وتعالى في هذا الاسم لا يعني: المشابهة – تعالى عن ذلك علواً كبيراً!- لأن صفات المخلوق تناسب ضعفه وعجزه وخلقه، وصفات الخالق تليق بكماله وجلاله سبحانه وتعالى

{فَاطِرُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ ۚ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَٰجًا وَمِنَ ٱلْأَنْعَٰمِ أَزْوَٰجًا ۖ يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ ۚ لَيْسَ كَمِثْلِهِۦ شَىْءٌ ۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ}

[الشورى: 11].

فالسمع هنا يأتي بمعنى: السمع والإحاطة،

{ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِى وَهَبَ لِى عَلَى ٱلْكِبَرِ إِسْمَٰعِيلَ وَإِسْحَٰقَ ۚ إِنَّ رَبِّى لَسَمِيعُ ٱلدُّعَآءِ}

[إبراهيم: 39]

وهو السميع يرى ويسمع كل ما

             في الكون من سر ومن إعلان

ولكل صوت منه سمع حاضر

             فالسر والإعلان مستويان

والسمع منه واسه الأصوات لا

             يخفى عليه بعيدها والداني

السابق التالى

مقالات مرتبطة بـ السميع جل جلاله

معرفة الله | علم وعَملIt's a beautiful day