لكن ما هو حق الخالق:


فاتن صبري

يقول تعالى:

{إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا وَٱلَّذِينَ هَادُوا وَٱلنَّصَٰرَىٰ وَٱلصَّٰبِـِٔينَ مَنْ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلۡأَخِرِ وَعَمِلَ صَٰلِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}

(البقرة:62)

فحق الخالق بناء على الآية الكريمة هو الإيمان به.

لكن من هو الله المذكور بالآية؟

وما هي كيفية الإيمان به؟ • هو الخالق الواحد الأحد الذي ليس له شريك في ملكه ولا ولد.

{وَقَالُوا ٱتَّخَذَ ٱلرَّحْمَٰنُ وَلَدًا ﴿٨٨﴾ لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْـًٔا إِدًّا ﴿٨٩﴾ تَكَادُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ ٱلْأَرْضُ وَتَخِرُّ ٱلْجِبَالُ هَدًّا ﴿٩٠﴾ أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدًا ﴿٩١﴾ وَمَا يَنۢبَغِى لِلرَّحْمَٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا ﴿٩٢﴾ إِن كُلُّ مَن فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ إِلَّآ ءَاتِى ٱلرَّحْمَٰنِ عَبْدًا ﴿٩٣﴾ لَّقَدْ أَحْصَٰهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا ﴿٩٤﴾ وَكُلُّهُمْ ءَاتِيهِ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ فَرْدًا ﴿٩٥﴾}

(سورة مريم) .

أن لا تصنع له صورة ولا تمثال۔

لَيْسَ كَمِثْلِهِۦ شَىْءٌ..

. أن لا تنسب له صفات حيوانية أو بشرية.

• أن تعبده مباشرة وليس من خلال قديس ولا قسيس ولا ثالوث.

• الإيمان بيوم القيامة الذي سيحاسب فيه الخالق البشر على أعمالهم.

وهذه هي شروط قبول النجاة والأمان بعد الموت.

هذه الشروط كانت على مدى العقود والأزمان.

فمنذ عهد أحم أبو البشر، كان الخالق يختار الأتقى في قومه کرسول لهم كلما رفت رسالة النبي السابق وحادوا عن الطريق المستقيم، واختلفوا فيما بينهم بعبادة غیر خالقهم، ولتقديم أجوبة شافية لهم عن الأسئلة الوجودية التي تدور في خلدهم (مصدر وجودهم والهدف من وجودهم ومالهم بعد الموت). ولقد بعثنا في كل أثة

أَنِ ٱعْبُدُوا ٱللَّهَ وَٱجْتَنِبُوا ٱلطَّٰغُوتَ ۖ

(النحل: 36)

الطاغوت هنا هو الوثنية، أي عبادة غير الخالق بالتوجه بالطلب والاستغاثة بالمسيح أو بأمه الصديقة مريم، أو لأي صنم أو حجر، أو قديس أو قسيس أو حتى رسول الله محمد أو أي فرد من أل بيته. ولقد خلق الخالق المسيح بلا أب، كما خلق أحم من غير أب ولا أم، فهو يخلق ولا بلد سبحانه وتعالى. فأتباع المسيح كان عليهم عبادة الخالق وليس عبادة المسيح نفسه ولا أن يعتقدوا أنه ابن الله.

وهذا ما قصدته الآية الكريمة السابقة.

إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا وَٱلَّذِينَ هَادُوا وَٱلنَّصَٰرَىٰ وَٱلصَّٰبِـِٔينَ مَنْ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلۡأَخِرِ وَعَمِلَ صَٰلِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ

(البقرة:62)

النتخيل أن طلاب مدرسة في السنة النهائية مجتمعين أجمعوا على حب شخص ساعد الجميع وكان لا يترك فرصة للدفاع عن قضاياهم وحل مشاكلهم وتأمين الطعام والشراب اليومي لهم على نفقته الخاصة، ولكن لم يكن أصلا مسجل في المدرسة ولم يستعد ليوم الاختبار وأهمل معرفة أساسيات شروط اجتياز الاختبار.

هل للطلاب حق حينها بالمطالبة بأن يجتاز صديقهم الاختبار وبأخذ الشهادة فقط لأنه دافع عن قضاياهم؟

ماذا علي أن أفعل مع غير المسلم؟ كيف أكون متسامح معه؟

التسامح هو في احترام إرادة الاختيار التي وهبها الله للجميع، وبانصاف المسلم غير المسلم في التعامل معه، وعدم ظلمه ولا أن يبخسه حقه. ولكن في المقابل التسامح ليس في الاعتراف بالدين الخاطئ نفسه والتسليم به على أنه صواب.

كيف أعرف أن غير المسلم مات على دين خاطئ؟

ليس مهمتني أن أعرف غير ما صرح به هو نفسه قبل موته .

فمن عمل واجتهد في الدنيا فمن عظيم عدل الخالق أن يعجل ثوابه في الدنيا، وبخلد ذكره في ذاكرة البشر الذي عمل من أجلهم في حياته قبل موته، فيكون بذلك قد أخذه أجره من البشر حبا وتقديرا.

لكن الآخرة وثوابها فلها قوانين أخرى ومعايير مختلفة.

ومعرفة كيف سوف يحاسبة الخالق وأين مصيره فهذا مرجعه إلى الخالق.

ولا يجب الخلط بين الأمر الأخلاقي والعواطف الجياشة وتتمثل بتعزية ومواساة غير المسلم، و البر و الإحسان إليه التي أمر بها الإسلام، وبين أمر عقدي يخص ثوابت الدين والذي ليس له شأن بالأخلاق، وهو طلب المغفرة من الله لغير المسلم الذي هو منهي عنه في الإسلام.

فالخالق هو من يتولى أمر غير المسلم بعد الموت ويطلب الخالق من المسلم أن لا يتدخل فيما لا يعنيه.

فلن يكون البشر أرحم من خالقهم بهم، والذي سوف يقرر أن يعاملهم بعد الموت برحمته أم بعدله.

لكن ما هو معیار حكمي على الأمور؟ وما هي المرجعية والمركزية التي أصدر أحكامي بناء عليها؟ يجب أن يكون معيار المسلم و مركزية أخذ القرار وإطلاق الأحكام هو منهج خالقه.

والمنهج وهو الدين الذي اختاره الخالق عبارة عن:

طريقة تنظيم علاقة الإنسان بخالقه وشرح كيفية التواصل معه.

طريقة تنظيم علاقة الإنسان بمن حوله من البشر وتحديد الحقوق والواجبات، وعلاقته بالكائنات الأخرى وكيفية التعامل معها.

يجب أن أعبد الخالق و أتواصل معه بالطريقة التي اختارها هو ولبس بطريقتي وهو نفسي. فمن يريد أن يتواصل معي عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني مثلا، فإنه لا يستطيع أن يستخدم أي رقم هاتف من اختراعه هو أو أي إيميل.

فهو في هذه الحالة سوف يكون قد أضاع وقنه هباء منثورا. أنا من يجب علي أن أزوده برقمي الشخصي أو بريدي الإلكتروني.

السابق التالى

مقالات مرتبطة بـ لكن ما هو حق الخالق:

  • الفرق بين (الخالق والخلاق)

    فريق عمل الموقع

    الخالق: الخالق هو الذي ينشئ الشيء من العدم بتقدير وعلم ثم بتصنيع وخلق عن قدرة وغنى، فالخالق هو الذي قدر بعلم وصنع

    25/01/2022 2468
  • هل يستطيع الخالق أن يقوم بالشر ؟

    عبد الرحيم جرين

    الادعاءات عن الخالق كغيرها من الادعاءات تحتاج لإثبات، وهي أيضاً جملة مفعمة بالمشكلات، على سبيل المثال قد يسأل

    08/07/2018 5485
  • التعريف بأسماء الله (الخالق - الخلاق)

    فريق عمل الموقع

    (الخالق): اسم الفاعل من خَلَقَ، والخالق أصل الخلق في الكلام التقدير يقال خلقت الشيء خلقا إذا قدرته. [اشتقاق أسماء

    25/01/2022 1154
معرفة الله | علم وعَملIt's a beautiful day