يقول الخالق:
{وَقَدِمْنَآ إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍۢ فَجَعَلْنَٰهُ هَبَآءً مَّنثُورًا}
( الفرقان:23)
فإنني إن لم أتبع منهج الخالق الصحيح فسينتهي بي المطاف باتباع مزاجي وهوى نفسي.
وبالتالي إلى الضياع والهلاك.
ولكن كيف أعرف ما هو المنهج الصحيح؟
أي كتاب مقدس على وجه الأرض هو الصحيح اليوم؟
ما لا ينسب إلى الخالق صفات حيوانية أو بشرية
ما يكرم رسل الخالق ولا ينسب إليهم صفات المجرمين.
ما يتوافق مع الفطرة البشرية
ما لا يتعارض مع الحقائق الكونية
المحفوظ من التغيير ولا تتواجد منه نسخ مختلفة.
الذي لا يزال باللغة التي نزل به من الخالق على نبيه
ما يعترف بجميع رسل الخالق من آدم إلى محمد بما فيهم المسيح وموسى عليهم الصلاة والسلام أجمعين.
سألني نصراني عربي يوما: أعطني دليلا على أن المسلم يجب أن يعامل غير المسلمين بالحسنی؟
قلت له:
ألم يرحب أقباط مصر بالمسلمين واعتبروهم محررين لهم من اضطهاد الرومان؟
بل وساعدوهم على دخول البلاد للتخلص من سيطرة الرومان.
أليس الصحابي عمرو بن العاص هو من أعاد إلى بطريرك القبط في بلاد مصر كنائسة ورفع الظلم عنه بإعادته إلى مزاولة عمله، عندما كان مضطهدا من الرومان وهارباُ من بطشهم؟
ألم يرفض عمر بن الخطاب الصلاة في كنيسة القيامة بعد سيطرته الكاملة على مدينة القدس حتى لا يظن المسلمون أنها رخصة بتحوبل الكنيسة إلى مسجد؟
أليس مفتاح كنيسة القيامة في عهدة عائلة مسلمة حتى يومنا هذا؟
يقول فرد من أفراد هذه الأسرة:
تشرفت عائلتي بهذه المهمة المقدسة، منذ عام ۱۱۸۷، حيث قام القائد الفاتح صلاح الدين، بعد تحرير القدس من أيدي الصليبيين باتباع خطی الخليفة عمر بن الخطاب الذي خط بيده العهدة العمرية والتي تظهر سماحة الدين الإسلامي الذي أعطى النصارى عهدا يضمن السماح لهم بممارسة شعائرهم الدينية في بيت المقدس".
وممارسة شعائر غير المسلمين وفقا للعهدة العمرية كانت بشروط من بينها:
عدم إيواء الجواسيس في كنائسهم أو منازلهم، وعدم غش المسلمين، وأن لا يضربوا بنواقيسهم إلا ضربا خفيا في جوف كنائسهم، ولا يظهروا عليها الصليب، ولا يرفعوا أصواتهم في الصلاة ولا القراءة في كنائسهم. وغيرها من الشروط.
نفهم مما سبق أن معاملة الصحابة لغير المسلم كانت من أرقى المعاملات على مستوى القوانين الدولية، ولكن لم يعترفوا بدين غير المسلم على أنه دين صحيح.
يقول الدكتور المسيري:
دائما أنصح أصدقائي وتلاميذي أن يبتعدوا عن المعارك الصغيرة التي تفرض عليهم، والتي يمكن أن تستنزف الإنسان، بل وتقضي عليه.
وبقول:
الله (الخالق) هو الركيزة الأساسية لكل شيء، الركيزة الأساسية للتواصل بين الناس، لضمان أن الحقيقة حقيقة، فإن نسيني البشر الله - الذي هو ركيزة الكون - فكل شيء ينتهي