مفاتيح الفرج:
إذا صفعتك المخاوف، وادلهمت عليك الخطوب، فتوسل إلى ربك بهذا الاسم العظيم؛ كما توسل الأنبياء عليه السلام به فهو الذي يسمع المناجاة ويجيب عند الاضطرار، ويكشف السوء. . فلا تسمع همك لأحد، انطرح عنده ساجداً، أنخ مطاياك ببابه، وتحدث إليه وابك بين يديه، ثم انتظر الفرج.
زكريا عليه السلام يعطيه الله ما في قلبه بعد أن ناداه سراً.
{إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُۥ نِدَآءً خَفِيًّا}
[مريم: 3]
فيهب له الذرية الصالحة؛ بعد تضرعه باسمه:
{رَبِّ هَبْ لِى مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ ٱلدُّعَآءِ}
[آل عمران: 38]
إبراهيم عليه السلام يسأل الله بهذا الاسم أن يتقبل عمله؛ حين أنهى هو وابنه إسماعيل عليه السلام بناء الكعبة:
{رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّآ ۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ}
[البقرة: 127]
وبهذا الاسم المبارك إبراهيم عليه السلام يشكر الله على استجابة دعائه:
{ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِى وَهَبَ لِى عَلَى ٱلْكِبَرِ إِسْمَٰعِيلَ وَإِسْحَٰقَ ۚ إِنَّ رَبِّى لَسَمِيعُ ٱلدُّعَآءِ}
[إبراهيم: 39]
وبهذا الاسم تتقرب امرأة عمران إلى ربها بقبول عملها، حين نذرت ما في بطنها:
{إِذْ قَالَتِ ٱمْرَأَتُ عِمْرَٰنَ رَبِّ إِنِّى نَذَرْتُ لَكَ مَا فِى بَطْنِى مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّىٓ ۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ}
[آل عمران" 35]
ضاقت الدنيا بيوسف عليه السلام من مكايد الفساد حوله؛ فدعا ربه:
{قَالَ رَبِّ ٱلسِّجْنُ أَحَبُّ إِلَىَّ مِمَّا يَدْعُونَنِىٓ إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّى كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ ٱلْجَٰهِلِينَ فَٱسْتَجَابَ لَهُۥ رَبُّهُۥ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ ۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ}
[يوسف: 33- 34].
يونس عليه السلام في بطن الحوت ينادي:
{لَّآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنتَ سُبْحَٰنَكَ إِنِّى كُنتُ مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ}
[الأنبياء: 87]
فكان الصوت الضعيف المنطلق من الظلمات الثلاث يخترق السماء، فإذا بالسميع العليم جل وعلا يمجيه من الغم:
{فَٱسْتَجَبْنَا لَهُۥ وَنَجَّيْنَٰهُ مِنَ ٱلْغَمِّ ۚ}
[الأنبياء: 88]
والله سبحانه وتعالى يبتلي عبده ليسمع شكواه وتضرعه ودعاءه، قال سبحانه وتعالى:
{إِنَّمَآ أَشْكُوا بَثِّى وَحُزْنِىٓ إِلَى ٱللَّهِ}
[يوسف: 86]