فضل أهل الإيمان (1)


الشيخ ندا أبو أحمد

فضل أهل الإيمان :


1- أهل الإيمان يحيون حياة طيبة :


قال تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أو أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ (النحل:97).


ذكر ابن كثير- رحمه الله- في تفسيره (2/566):

أن من خصائص الإيمان أنه يثمر طمأنينة القلب وراحته وقناعته بما رزقه الله، وعدم تعلقه بغيره، وهذه هي الحياة الطيبة، فإن أصل الحياة الطيبة: راحة القلب وطمأنينته، وعدم تشوشه مما يتشوش منه الفاقد للإيمان الصحيح والحياة الطيبة تشمل: الرزق الحلال الطيب والقناعة والسعادة ولذة العبادة في الدنيا والعمل بالطاعة والانشراح بها. ثم قال ابن كثير- رحمه الله-:" والصحيح ان الحياة الطيبة تشمل هذا كله ". اهـ بتصرف (انظر التوضيح والبيان لشجرة الإيمان للسعدي -رحمه الله- صــ 68)


فلا يمكن أن يحيا العبد حياة طيبه إلا وهو متمتع بنعمة الإيمان والعمل الصالح فمهما اجتهد العبد فالأعمال الصالحة وكان فاقد للإيمان فلا يمكن أن يحيا الحياة الطيبة، ومهما ملك العبد من أعراض الدنيا وشهواتها ولكنه بعيد عن الإيمان فلا يمكن أن يحيا حياة طيبة، والناس كلهم يطمعون في هذه الحياة الطيبة فهي سعادة الدنيا التي ينشدونها ولكنهم ضلوا الطريق إليها فظنوا أن طريقها هو جمع المال الذي يحصلون به السعادة، فيبزلون أعمارهم في طلب المال والاستكثار منه فيشقون بجمعه والحرص عليه ومنع حق الله فيهم ثم يعذبون به في الآخرة.

قال تعالى: ﴿ فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ ﴾ (التوبة:55).

وكلما ازداد ايمان العبد كلما سعد في الدنيا قبل الآخرة قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ (الرعد:28).


قال شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله-: إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لا يدخل جنة الآخرة.


وقال ابن القيم- رحمه الله- في كتابه الوابل الصيب صــ96-97 واصفاً شيخه- شيخ الإسلام-:

وعلم الله ما رأيت أحدا أطيب عيشا منه قط مع ما كان فيه من ضيق وخلاف الرفاهية والنعيم، بل ضدها، ومع ما كان فيه الحبس والتهديد والإرهاق، وهو مع ذلك من أطيب الناس عيشاً وأشرحهم صدراً، وأقواهم قلبا، وأسرِّهم، تلوح نضرة النعيم على وجهه.

وكنا إذا اشتد بنا الخوف وساءت منا الظنون، وضاقت بنا الأرض أتيناه، فما هو إلا أن نراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك كله عنا، وينقلب انشراحا وقوة ويقينا وطمأنينة، فسبحان من أشهد عباده جنته قبل لقائه، وفتح لهم أبوابها في دار العمل، فأتاهم من روحها ونسيمها وطيبها ما استفرغ قواهم لطلبها والمسابقة إليها. أهـ


فالله عز وجل شرع لنا الشرع المتين من أجل أن نسعد في دنيانا وآخرتنا، ومن أعرض عن شرع الله- عز وجل- أو فقد الإيمان بالله -عز وجل- كان أشقى الناس في الدنيا قبل الآخرة.



السابق التالى

مقالات مرتبطة بـ فضل أهل الإيمان (1)

معرفة الله | علم وعَملIt's a beautiful day