فضل أهل الإيمان (3)


الشيخ ندا أبو أحمد

ثانيا : فضل أهل الإيمان


3- أهل الإيمان أعزهم الله- تعالى- في الدنيا والآخرة :


قال تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ (المنافقون: 8).

وقال عز وجل: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ﴾ (فاطر: 10).

فالله عز وجل هو العزيز، فمن أراد العزة فعليه بطاعة الله العزيز.


وقد جاء في مستدرك الحاكم عن طارق بن شهاب قال: "خرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى الشام ومعنا أبو عبيدة بن الجراح فأتوا على مخاضة وعمر على ناقة له، فنزل عنها وخلع خفيه فوضعهما على عاتقه، وأخذ بزمام ناقته فخاض بها المخاضة، فقال أبو عبيدة: يا أمير المؤمنين أأنت تفعل هذا! تخلع خفيك وتضعهما على عاتقك، وتأخذ بزمام ناقتك، وتخوض بها المخاضة؟ ما يسرني أن أهل البلد استشرفوك.. فقال عمر: أوه لو يقول ذا غيرك أبا عبيدة جعلته نكالاً لأمة محمد ﷺ، إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام، فمهما نطلب العزة بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله".
 

وجاء في "فيض القدير للمناوي:6/73": "إذا أردت أن يكون لك عزٌّ لا يفنى، فلا تستعزَّ بعزٍّ يفنى، العطاء من الخَلْق حرمان، والمنع من الله إحسان، جلَّ ربُّنا أن يعامل العبد نقدًا فيجازيه نسيئة، إنَّ الله حَكَم بحكم قبل خَلْق السَّماوات والأرض: ألا يطيعه أحد إلَّا أعزَّه، ولا يعصيه أحد إلَّا أذلَّه، فرَبَط مع الطَّاعة العزَّ، ومع المعصية الذُّلَّ، كما رَبَط مع الإحراق النَّار، فمن لا طاعة له لا عزَّ له".


وفي حديث القنوت الذي علمه النبي ﷺ للحسن رضي الله عنه وفيه:" إنَّهُ لا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ ".


وكان الإمام أحمد- رحمه الله- يدعو: " اللهم أعزنا بطاعتك ولا تذلنا بمعصيتك".

فليس هناك مصدر للعزة إلا الله عز وجل وليس هناك سبيل إلى حصولها غير الإيمان والعمل الصالح، وقد كتب الله الذلة على كل من حاد عن الصراط وقد كتب الله الذلة على كل من حاد عن طريق أهل الإيمان.


كما ورد في الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد من حديث ابن عمر- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله ﷺ: " وجُعِلت الذُّلُّة والصَّغارُ على من خالف أمري، ومن تشبَّه بقومٍ فهو منهم" وفي رواية:" وجُعِلَ الصَّغَارُ والذِّلَّةُ على من خالفَ أمري".


وقال الحسن البصري- رحمه الله- في شأن العصاة والمخالفين لأمر رب العالمين:  إنهم وإن طقطقت بهم البغال، وهملجت بهم البراذين، إن ذل المعصية لفي قلوبهم، أبى الله إلا أن يذل من عصاه ".

فالكافر ذليل، والمبتدع ذليل، والمنافق ذليل، والعاصي قليل الإيمان ذليل، كل بحسبه، والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين.



السابق التالى

مقالات مرتبطة بـ فضل أهل الإيمان (3)

معرفة الله | علم وعَملIt's a beautiful day