ما أكرم الله!
وانظر إلى كرم الله حين أكرم عبده أن جعل توبته محفوفة بتوبة من الله عليه قبلها، وتوبة منه بعدها، فتوبة العبد بين توبتين من ربه سبحانه وتعالى: سابقة، ولاحقة.
فإنه تاب عليه أولاً: إذناً وتوفيقاً وإلهاماً؛ حيث حرك دواعي قلبه للتوبة، ثم قام بالتوبة، وهذا توفيق من الله الكريم الرحيم التواب.
ثم لما تاب بالفعل تاب الله عليه؛ فقبل توبته، وعفا عن خطاياه وذنوبه، قال سبحانه وتعالى:
{ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوٓا ۚ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ}
[التوبة: 118]
لا إله إلا الله، له الفضل بالتوبة أولاً وأخيراً.
وكذلك التواب من أوصافه والتواب في أوصافه نوعان
إذن بتــوبة عبده وقبـولها بعــد المتاب بمنـة المنـان
وكذا الأعمال الصالحة بهذه المثابة؛ إلهمها للعبد، ثم أثابه عليها؛ فالله المبتدئ بالإحسان والنعم، المتفضل بالجود والكرم.