إنه العليم:
الورقة تسقط بعلمه، والهمسة تصدر بعلمه، والكلمة تقال بعلمه، والنية تعقد بعلمه، والقطرة تنزل بعلمه. .
علم الحي والميت، والرطب واليابس، والحاضر والغائب، والسر والجهر، والكثير والقليل:
{۞ وَعِندَهُۥ مَفَاتِحُ ٱلْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَآ إِلَّا هُوَ ۚ وَيَعْلَمُ مَا فِى ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ ۚ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍۢ فِى ظُلُمَٰتِ ٱلْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍۢ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِى كِتَٰبٍۢ مُّبِينٍۢ}
[الأنعام: 59].
وحدث بعض الصحابة أنفسهم بحديث لم يظهروه، بل كتموه وأسروه؛ فأنزل الله عز وجل:
{عَلِمَ ٱللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ}
[البقرة: 187]
وأسر النبي صلى الله عليه وسلم إلى بعض أزواجه حديثاً، فعرف بعضه وأعرض عن بعض، فقالت: من أنبأك هذا؟
{قَالَ نَبَّأَنِىَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْخَبِيرُ}
[التحريم: 3]
جلس عمير بن وهب وصفوان بن أمية – بعد بدر- عند الكعبة ليلاً يدبران اغتيال رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فأخبر الله عز وجل رسوله بكيدهم، وأطلعه على فعلهم:
{قَالَ رَبِّى يَعْلَمُ ٱلْقَوْلَ فِى ٱلسَّمَآءِ وَٱلْأَرْضِ ۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ}
[الأنبياء: 4].
وتناجى المنافقون في تبوك فيما بينهم، وهمزوا ولمزوا رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم والدين؛ فأطلع علام الغيوب رسوله على كيدهم ومكرهم وسخريتهم
{أَلَمْ يَعْلَمُوٓا أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَىٰهُمْ وَأَنَّ ٱللَّهَ عَلَّٰمُ ٱلْغُيُوبِ}
[التوبة: 78]