فضل أهل الإيمان (7)
فضل أهل الإيمان :
7- أهل الإيمان دائما على خير:
فقد أخرج الإمام مسلم من حديث أبي يحيى صهيب بن سنان رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: "عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر وكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له".
فقسم النبي ﷺ المؤمنين إلى قسمين: قسم قوي في عمله وقوة إيمانه وفي نفعه لغيره، وقسم ضعيف في هذه الأشياء. ومع ذلك ففي كل من القسمين خير، لأن الإيمان وآثاره كله خير وإن تفاوت المؤمنون في هذا الخير.
قال المناوي- رحمه الله- في " فيض القدير:4/30":
قال الطيبي رحمه الله: وقوله: "عجباَ" أصله أعجب عجبا فعدل عن الرفع إلى النصب للثبات كقولك سلام عليك: " لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن" وليس ذلك للكافرين ولا للمنافقين ثم بين وجه العجب بقوله "إن أصابته سراء" كصحة وسلامة ومالٍ وجاه "شكر" الله على ما أعطاه "وكان خير له" فإنه يصير من أحزاب الصابرين الذين أثنى الله عليهم في كتابه المبين، فالعبد ما دام قلم التكليف جاريا عليه فمناهج الخير مفتوحة بين يديه فإنه بين نعمة يجب عليه شكر المنعم بها ومصيبة يجب عليه الصبر عليها وأمر ينفذه ونهى يجتنبه، وذلك لازم له إلى الممات.أ هــ
فالمؤمن دائما راضي النفس، مطمئن القلب على كل حال، لأنه يعرف الواجب عليه في السراء والضراء وهو رابح على كل حال عند النعمة وعند البلاء، فهو في النعمة شاكر وعند البلاء صابر.