فضل أهل الإيمان (8)
فضل أهل الإيمان :
8- أهل الإيمان في معية الرحمن:
ومعية الله تعالى معيتان:
أحدهما: معية عامة، فالكل تحت سلطانه يعلم أحوالهم، ويرى أفعالهم ويسمع كلامهم ويستوي في هذا المؤمن والكافر والصالح والطالح، وهذا معنى قوله تعالى ﴿ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ (الحديد:4).
وثانيها: معية خاصة وهي لا تكون إلا لأهل الإيمان وأصفياء الرحمن وهذه المعية الخاصة يقصد بها التأييد والتسديد والحفظ والكلأ الرعاية والنصرة.
- قال تعالى: ﴿ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ (الأنفال: 19).
- وقال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ﴾ (النحل: 128).
- وقال تعالى: ﴿ إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أخرجهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عليه وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ العليا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ (التوبة: 40).
- وقال تعالى: ﴿ قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ﴾ (طه: 46).
وهذه المعية تستوجب من العبد التقوِّى بالله تعالى، والتعزز به، والاعتماد عليه، والأنس به والرضا به عز وجلّ.
أرسل أحد السلف إلى أخيه يقول له: أما بعد فإن كان الله معك فمن تخاف، وإذا كان عليك فمن ترجو.
ومن كان الله معه فمعه الحارس الذي لا ينام، والقوي الذي لا يهزم، والقاهر الذي لا يغلب، والجزاء من جنس العمل، فلما كان المؤمن مع ربه عز وجل بالطاعة والالتزام، والعمل بشرعه، كان الله معه يؤيده وينصره ويجيب دعوته، ويفرج كربته.