على عتبة الباب. .
التوبة: هروب من المعصية إلى الطاعة، ومن السيئة إلى الحسنة، ومن وحشة العصيان إلى الأنس بالرحمن.
إنها فرار من الخالق إلى أعتابه، وهروب من الجبار إلى رحابه، وعياذ برضاه من سخطه، وبمعافاته من عقوبته، وبه منه لا نحصي ثناء عليه، ولا ملجأ منه إلا إليه، ولا مفر منه إلا إليه؛
{فَفِرُّوٓا إِلَى ٱللَّهِ ۖ إِنِّى لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ}
[الذاريات: 50]
يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة فلقد علمت بأن عفوك أعظم
إن كان لا يرجوك إلا محسن فبمن يلوذ ويستجير المجرم
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "عجباً لمن يهلك ومعه النجاة! قيل: وما هي؟ قال: التوبة والاستغفار".
قال ابن القيم رحمه الله: "أغلب ما يحمل المسلم على الذنب (الاتكال على التوبة) ولو علم أنه قد يحال بينه وبينها لهاج خوفه".
والتوبة الصادقة لا تكون إلا بــ: ترك الذنب، والندم علة فعله، والعزم على عدم معاودته، واستبداله بعمل صالح، ثم إذا كان متعلقاً بحق العباد فليتحلل من صاحبه.
قال شقيق البلخي رحمه الله: "علامة التوبة: البكاء على ما سلف، والخوف من الوقوع في الذنب وهجران إخوان السوء، وملازمة الأخيار".
والتوبة الصادقة مقبولة إلا في موضعين: إذا طلعت الشمس من مغربها، وعند الغرغرة.