هزات إيقاظ..
وقد يبتلي اللله عز وجل عبده المؤمن بما يتوب منه لتكمل عبوديته، ويتضرع ويخشع وينيب إلى ربه.
فكم من إنسان ابتعد عن الله؛ فضيق الله عز وجل عليه حتى يرجع إليه، فلما رجع، وذاق طعم القرب منه، وشعر بنعمة الاستقامة والتوبة، شكر الله على هذه المصيبة والشدة التي كانت سبباً في نجاته وفلاحه
{وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ ٱلْعَذَابِ ٱلْأَدْنَىٰ دُونَ ٱلْعَذَابِ ٱلْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}
[السجدة: 21]
فلو تركت على معاصيك وانحرافاتك ولن تت، ورأيت النعم بين يديك، فاعلم أنك مبغوض إليه، وأن هذا استدراج منه لك، لأن الله عز وجل قال:
{فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِۦ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَٰبَ كُلِّ شَىْءٍ حَتَّىٰٓ إِذَا فَرِحُوا بِمَآ أُوتُوٓا أَخَذْنَٰهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ}
[الأنعام: 44]
ثم إذا أعلنت التوبة؛ فاطلب من الله الثبات، فقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم:
"
اللَّهُمَّ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ! ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ"
[حديث صحيح رواه البخاري في " الأدب المفرد"]
اللهم! تب علينا إنك أنت التواب الرحيم، واغفر لنا ولوالدينا؛ إنك أنت الغفور الرحيم.