الرفيق
الدليل:
عن عَائِشَةَ رضي اللَّهُ عنها قالت: اسْتَأْذَنَ رَهْطٌ مِنَ اليَهُودِ على رسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فقالوا: السَّامُ عليكم، فقالت عَائِشَةُ: بَلْ عَلَيْكُمُ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ، فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: (يا عَائِشَةُ إنَّ اللَّهَ رَفيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ في الأمْرِ كُلِّهِ، قالَتْ: أَلَمْ تَسْمَعْ ما قالوا؟ قالَ: قدْ قُلتُ وَعلَيْكُم) متفق عليه.
المعنى:
الرفيق من الرِّفق، وهو اللين في المعاملة، واللطف، وضده العنف.
قال القرطبي: "الرفيق: هو كثير الرفق، وهو اللين والتسهيل، وضده العنف والتشديد والتصعب، وقد يجيء الرفق بمعنى الإرفاق، وهو: إعطاء ما يرتفق به". (المفهم لما أشكل من كتاب تلخيص مسلم للقرطبي).
فالله تعالى رفيقٌ بعباده لطيفٌ بهم، يريد بهم اليسر ولا يريد بهم العسر، ولا يكلفهم فوق طاقتهم.
ويأتي الرفق بمعنى التمهل والتأني والتدرج، فهو سبحانه يرفُق بعباده، ولا يعجّل العقوبة للعصاة منهم، فيمهلهم لكي يتوبوا ويرجعوا إلى ربهم.
مقتضى اسم الله الرفيق وأثره:
اسم الله الرفيق فيه إثبات صفة الرفق لله تعالى على ما يليق بكماله وجلاله.
كما أن هذا الاسم يربي العبد على التحلّي بالرفق والحكمة والتأني، فالله تعالى يحب من عباده أن يرفق بعضهم ببعض، فيرفق الزوج بزوجه والأب بأولاده والقريب بأقاربه والجار بجيرانه وهكذا، فالرفق خَصْلة محمودة وسجيّة نبيلة، وهو دليل على حكمة العبد وتمام عقله، وغالباً ما يؤول الرفق إلى أفضل النتائج وأحسنها، قال النبي عليه الصلاة والسلام: (إِنَّ الرِّفقَ لا يَكُونُ في شيءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلا يُنْزَعُ مِنْ شَيءٍ إِلَّا شَانَهُ) رواه مسلم، وقال أيضاً: (مَنْ يُحْرَمِ الرِّفْقَ يُحْرمِ الخيْرَ كُلَّهُ) رواه مسلم.