مفتاح الغنى

كيف أصل إلى الغني؟

الجواب: كما جاء في الحديث القدسي:

فمتى غني القلب بالله عز وجل، وقنع به، وفرح بما أعطاه الله؛ أصبح أغنى خلقه بخالقه، وأعز مخلوق برازقه، وأقوى ضعيف بموالاه، فهذا الغنى بلا مال، والقوة بلا سلطان، والعزة بلا عشيرة، فياله من غنى؛ ما أجل قدره!

صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:

لن يشبع الإنسان لو ملك الدنيا؛ ما لم يكن الغنى في قلبه، وكما جاء في "صحيح ابن حبان": قال عليه السلام:

من كان الغنى في قلبه؛ فلا يضره ما لقي من الدنيا، ومن كان الفقر في قلبه؛ فلا يغنيه أكثر ما في الدنيا، صح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

وفي الحديث الآخر:

النفس تجزع أن تكون فقيرة

              والفقر خير من غنى يطغيها

وغنى النفس هو الكافي فإن

              أبت فجميع ما في الأرض لا يكفيها

فالغني في الإسلام هو: من استغنى في قلبه عن الناس، وافتقر لله سبحانه وتعالى، قال صلى الله عليه وسلم:

ولما قيل لأعرابي: لقد أصبح رغيف الخبر بدينار!

فأجاب: والله! ما همني ذلك؛ ولو أصبحت حبة القمح بدينار! أنا أعبد الله كما أمرني وهو يرزقني كما وعدني!

قال النسفي رحمه الله: "قال الواسطي: من استغنى بالله لا يفتقر، ومن تعزز بالله لا يذل؛ وقال الحسين: على مقدار افتقار العبد إلى الله، يكون غنياً بالله".

قال حكيم: "إن الرجل ليجفوني، فإذا ذكرت استغنائي عنه بالله، وجدت برداً على كبدي"

قال ابن السعدي رحمه الله: "إنما الغنى غنى القلب، فكم من صاحب ثروة وقلبه فقير متحسر؟!

تبرأت من حولي وطولي وقوتي

              وإني إلى مولاي في غاية الفقر

غنى المرء بالرحمن أغنى من الغنى

              به يكتسى ثوب المهابة والقدر

اللهم! أعطيتنا من قبل أن نسألك؛ فكيف إذا سألناك؟!

الله! اغننا بالافتقار إليك، ولا تفقرنا بالاستغناء عنك؛ فإنك أنت الغني، لا إله إلا أنت

اللهم! أغننا بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك.