المبين جل جلاله

لازم باب مولاك المبين، وتعزز بالمولى العزيز العليم، وتوسل إليه بطاعته، يتفضل عليك بنعمته.

إن أطعته أكرمك وفضلك، وإن ضيعت ما مضى رحمك وأمهلك، وإن تبت وأنبت قبلك، وإن عصيت وأسأت سترك.

القلوب لا تحيا إلا بنسيم إقباله، ولا تنهمر الدموع إلا من خوف هجره أو طمع في وصاله.

وصدق من قال: "والله! ما أوحش الطريق لمن لم يكن الله مؤمنه، وما أضل الطريق لمن لم يكن الله دليله".

فما أحوجنا إلى طريق باب الله المبين؛ ليتضح لنا السير إليه.

ندلف هنا إلى أنوار اسم من أسماء الله عز وجل، وهو: (المبين سبحانه وتعالى)

فالله تبارك وتعالى قد قال عن نفسه مثنياً:

وبيان الشيء: ظهوره ووضوحه.

فربنا جل وعلا المبين لكل العالمني، البين أمره في وجوده ووحدانيته، وأنه لا شريك له في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته.

وربنا سبحانه وتعالى الذي بين لعباده سبيل الرشاد، وأوضح لهم الأعمال التي يستحقون الثواب على فعلها، والأعمال التي يستحقون العقاب عليها، ويوم القيامة يزول الشك فيه عن أهل النفاق؛ الذين كانوا فيما يعدهم في الدنيا يمترون.

وصفة البيان: من أعظم صفات الله تبارك وتعالى.

وقد جاء البيان عن طريقين:

الأول: بما أنزله عز وجل في كتبه المنزلة على رسله، وما أوحاه إلى رسله وأنبيائه:

والثاني: بآياته التي خلقها دالة عليه،

وفي كل شيء له آية        تدل على أنه الواحد

وكما كان القرآن مبيناً؛ كذلك رسل الله كانوا مبينين، فالله عز وجل قد قال على لسان نوح:

وأمر نبيه أن يقول:

وقد أخبر الله سبحانه وتعالى العباد في كتبه وعلى ألسنة رسله في الدنيا بأن الذي اختلفوا فيه في الدنيا سيبينه لهم يوم القيامة؛ فقال سبحانه وتعالى:

ومن تبين له الحق فصد عنه؛ كان جزاءه العذاب الأليم، قال سبحانه وتعالى:

وكذا من كتم الحق؛ عرض نفسه للعنة؛ فالله سبحانه وتعالى قد قال: