ألا أدلك؟!
كلما ازداد علم العبد بمعنى اسم الله: (القوي)؛ زاد توكله على الله عز وجل، واستمد قوته منه، وذلك بالتبرؤ من حوله وقوته، صح عنه عليه السلام أنه قال لأحد أصحابه:
"ألا أدلك على كلمة هي كنز من كنوز الجنة؟ لا حول ولا قوة إلا بالله"
[أخرجه البخاري – واللفظ له- ومسلم]
أي: لا تحول من حال إلى حال، ولا قدرة على ذلك إلا بمعونة الله تبارك وتعالى وتسديده وتأييده.
قال عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه: لا حول ولا قوة إلا بالله: لا حولَ عن معصية الله إلا بعصمته، ولا قوة على طاعته إلا بمعونته".
يقول ابن القيم رحمه الله: "وهذه الكلمة لها تأثير عجيب في معالجة الأشكال الصعبة، وتحمل المشاق، والدخول على الملوك ومن يخاف منه، وركوب الأهوال، ولها – أيضاً – تأثير في دفع الفقر!".
والله سبحانه وتعالى يحب أن يراك متواضعاً ذاكراً لقوته؛
{وَلَوْلَآ إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَآءَ ٱللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِٱللَّهِ ۚ إِن تَرَنِ أَنَا۠ أَقَلَّ مِنكَ مَالًا وَوَلَدًا}
[الكهف: 39]
ومع محبة الله للمتواضعين؛ فهو يحب الأقوياء من المؤمنين، صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال:
"المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من الؤمن الضعيف، وفي كل خير"
[أخرجه مسلم]
والصفتان اجتمعتا في قوله عز وجل:
{أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلْكَٰفِرِينَ}
[المائدة: 54]
ولا قوة لأمة إلا بالعلم والعمل؛ لأن الله سبحانه وتعالى قال:
{وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا ٱسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍۢ وَمِن رِّبَاطِ ٱلْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَءَاخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ}
[الأنفال: 60]
كن لله كما يريد، يكن لك فوق ما تريد!
اللهم يا قوي.. يا عزيز! انصرنا على القوم الظالمين