إنه المحيط
فإحاطة الله سبحانه وتعالى بخلقه: إحاطة تامة؛ لا يهرب منهم أحد، ولا يند منهم أحد، أحاطت بهم قدرته، وأحاط بهم علمه، أحاط بذواتهم وأقوالهم وأعمالهم؛ كما قال سبحانه تعالى:
{وَأَنَّ ٱللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَىْءٍ عِلْمًۢا}
[الطلاق:12]
وهذه الإحاطة العامة، لأهل السماوات والأرض وهي إحاطة رحمة.
وأما الإحاطة الخاصة فهي إحاطة قهر وفيها: تهديد للعصاة والمعاندين.
وأكثر ما جاء الاسم في مواضع التهديد والوعيد للكفار والمنافقين، فهو سبحانه تعالى عالم بما يمكرون وما يكذبون، وهو سبحانه وتعالى من ورائهم محيط، ولهم بالمرصاد، مردهم إليه، وطريقهم إليه، ولا يفوتونه عز وجل؛ فإلى أين المهرب والمصير؟
فقال سبحانه وتعالى عن الكافرين:
{وَٱللَّهُ مُحِيطٌۢ بِٱلْكَٰفِرِينَ}
[البقرة: 19]
وكذلك قال عز وجل عن أهل الرياء والبطر:
{وَلَا تَكُونُوا كَٱلَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَٰرِهِم بَطَرًا وَرِئَآءَ ٱلنَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ۚ وَٱللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ}
[الأنفال: 47]
وقال عن أهل الشماتة والكيد من الكفار والمنافقين:
{إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا ۖ وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْـًٔا ۗ إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ }
[آل عمران: 120]
وإذا نزل عذاب الله عز وجل بقوم؛ فإنه يحيط بهم:
{وَإِنِّىٓ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍۢ مُّحِيطٍۢ}
[هود: 84]
والنار يوم القيامة محيطة بالكافرين:
{إِنَّآ أَعْتَدْنَا لِلظَّٰلِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ}
[الكهف: 29]