حلاوة هدايته!
فإذا عرفت الله سبحانه وتعالى أصبت أعظم المعارف كلها؛ فالعلم به أجل العلوم، والعلم النافع كله أنوار في القلوب، فكيف بهذا العلم الذي هو: أفضل العلوم وأجلها وأصلها وأساسها؟
وهنا؛ يصدق على قلبك قوله:
{مَثَلُ نُورِهِۦ كَمِشْكَوٰةٍۢ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ ٱلْمِصْبَاحُ فِى زُجَاجَةٍ ۖ ٱلزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّىٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍۢ مُّبَٰرَكَةٍۢ زَيْتُونَةٍۢ لَّا شَرْقِيَّةٍۢ وَلَا غَرْبِيَّةٍۢ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِىٓءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍۢ ۗ يَهْدِى ٱللَّهُ لِنُورِهِۦ مَن يَشَآءُ ۚ وَيَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلْأَمْثَٰلَ لِلنَّاسِ ۗ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌ}
[النور: 35]
وهذا النور المضروب هو: نور الإيمان بالله عز وجل وبصفاته وآياته، مثله في قلوب المؤمنين مثل: هذا النور الذي جمع جميع الأوصاف.
ولذلك كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم:
"اللهم! اجعل في قلبي نوراً، وفي بصري نوراً، وفي سمعي نوراً، وعن يميني نوراً، وعن يساري نوراً، وفوقي نوراً، وتحتي نوراً، وأمامي نوراً، وخلفي نوراً، واجعل لي نوراً"
[أخرجه البخاري ومسلم]
ومتى امتلأ القلب من هذا انور فاض على الوجه؛ فاستنار الوجه، وانقادت الجوارح بالطاعة مذعنة مطيعة؛ كما جاء في الكتاب والسنة، والله سبحانه وتعالى يقول:
{يَهْدِى ٱللَّهُ لِنُورِهِۦ مَن يَشَآءُ ۚ}
[النور: 35]
قال ابن سعدي رحمه الله: "لما استنارت بالصلاة بواطنهم؛ استنارت بالجلال ظواهرهم"
{سِيمَاهُمْ فِى وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ ٱلسُّجُودِ ۚ }
[الفتح: 29]
وهذا النور يمنع العبد من ارتكاب الفواحش؛ كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن.."
[أخرجه البخاري ومسلم]