الواراث جل جلاله


عبد الله بن مشبب بن مسفر القحطاني

قيل لأحد الحكماء: ما لك تدمن إمساك العصا ولست بكبير ولا مريض؟ فقال: لأذكر أني مسافر.

حملت العصا لا الضعف أوجب حملها

              علي ولا أني تحنيت من كبر

وكنني ألزمت نفسي حملها

              لأعلمها أن المقيم على سفر

أعلن للمسافر أنه: ليس لك إقامة في هذه الدنيا؛ فلا تركن إليها، والإعلان في قوله عز وجل:

{إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ ٱلْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُون}

[مريم:40]

فالله هو: (الوارث تبارك وتعالى).

نقف مع اسمه تبارك وتعالى: (الوراث تبارك وتعالى) نذكر أنفسنا؛ لعل الله يرحمنا: قال سبحانه وتعالى:

{وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْىِۦ وَنُمِيتُ وَنَحْنُ ٱلْوَٰرِثُونَ}

[الحجر: 23]

فربنا عز وجل الباقي بعد فناء كل الخلائق، الوراث لجميع الأشياء بعد زوال كل من في الأرض والسماوات والطوابق.

وربنا الوارث عز وجل بلا توريث أحد، الباقي ليس لملكه مد، قال سبحانه وتعالى:

{نَرِثُ ٱلْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُون}

[مريم: 40]

وربنا تبارك وتعالى لم يزل مالكاً لأصول الأشياء كلها، يورثها من يشاء، ويستخلف فيها من أحب، قال سبحانه وتعالى:

{إِنَّ ٱلْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِۦ ۖ وَٱلْعَٰقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}

[الأعراف: 128]

وربنا سبحانه وتعالى الذي يورث المؤمنين ديار الكافرين في الدنيا ومساكنهم في الآخرة.

أما الدنيا فالله سبحانه وتعالى قال:

{وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَٰرَهُمْ وَأَمْوَٰلَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَـُٔوهَا ۚ}

[الأحزاب: 27]

وأما الآخرة؛ فالله سبحانه وتعالى قال:

{تِلْكَ ٱلْجَنَّةُ ٱلَّتِى نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا}

[مريم: 63]

وقال سبحانه وتعالى:

{وَنَزَعْنَا مَا فِى صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّۢ تَجْرِى مِن تَحْتِهِمُ ٱلْأَنْهَٰرُ ۖ وَقَالُوا ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِى هَدَىٰنَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِىَ لَوْلَآ أَنْ هَدَٰنَا ٱللَّهُ ۖ لَقَدْ جَآءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلْحَقِّ ۖ وَنُودُوٓا أَن تِلْكُمُ ٱلْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}

[الأعراف: 43]

وكتاب الله عز وجل: كتاب الهداية والعز والفلاح، يورثه من اصطفاهم واجتباهم لكرامته، قال سبحانه وتعالى:

{ثُمَّ أَوْرَثْنَا ٱلْكِتَٰبَ ٱلَّذِينَ ٱصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ۖ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِۦ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌۢ بِٱلْخَيْرَٰتِ بِإِذْنِ ٱللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلْفَضْلُ ٱلْكَبِيرُ}

[فاطر: 32]

السابق التالى

مقالات مرتبطة بـ الواراث جل جلاله

معرفة الله | علم وعَملIt's a beautiful day