ملاذك


عبد الله بن مشبب بن مسفر القحطاني

ينزل بالمريض الداء، وتغلق أبواب الشفاء في وجهه، وتضيق عليه الأرض بما رحبت، ويشتد الكرب، ولا يجد في المخلوقين ملجأ ولا ملاذاً وحاله يقول:

لقد ضعضعتني، وهي سر، ولم يكن

              يضعضعني صرف الزمان إذا عدا

إذا الليل أعياه مساجلة الضحى     

              تمنى لو أن الصبح أصبخ أسودا

وهنا؛ بداعي الفطرة في النفوس يلوذ المريض بالله، وينطرح بين يديه سبحانه وتعالى

{ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ ٱلضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْـَٔرُونَ}

[النحل: 53]

وينادي المؤمن باسم الشافي: يا شافي اشفني.. يا الله اشفني!

وكذلك غير المؤمن ينطرح عند بابه يرجو منه الشفاء

{فَإِذَا مَسَّ ٱلْإِنسَٰنَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَٰهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُۥ عَلَىٰ عِلْمٍ ۚ بَلْ هِىَ فِتْنَةٌ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}

[الزمر: 49]

وبعد إلحاح وصبر.. يأتي الفرح، ويأذن الشافي عز وجل بالشفاء،

{أَمَّن يُجِيبُ ٱلْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ ٱلسُّوٓءَ}

[النمل: 62]

عطاؤه ممنوح، وكرمه عظيم، وجوده كبير؛ فإذا الحاجة قضيت، والدعوات قبلت، والرحمة نزلت، والمحنة أزيلت والشقاء دب.

وكم من مريض نعاه الطبيب               إلى نفسه وتولى كئيباً

فمات الطبيب وعاش المريض       فأضحى إلى الناس ينعي الطبيبا

قال ابن القيم: "الله سبحانه وتعالى لا يبتلي عبده ليهلكه، وإنما يبتليه ليمتحن صبره وعبوديته؛ فإن لله عز وجل على العبد عبودية الضراء".

السابق التالى

مقالات مرتبطة بـ ملاذك

  • أقرع باب الملك!

    عبد الله بن مشبب بن مسفر القحطاني

    أيها القارئ! المرض يزول، والمصاب يحول، والذنب يغفر، والدين يقض، والمحبوس يفك، والغائب يقدم، والعاصي يتوب، والفقير

    01/01/2022 766
معرفة الله | علم وعَملIt's a beautiful day