التقدم الحقيقي:
ثم إن التقدم الحقيقي النافع هو: التقدم إلى طاعة الله عز وجل وجنته ومرضاته، والتأخر عن ذلك هو: التأخر المذموم؛ لأن الله سبحانه وتعالى قال:
{۞ وَسَارِعُوٓا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍۢ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}
[آل عمران: 133]
وقال:
{سَابِقُوٓا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍۢ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ ٱلسَّمَآءِ وَٱلْأَرْضِ}
[الحديد: 21]
وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"تقدموا؛ فأتموا بي، وليأتم بكم من بعدكم، لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله!"
[أخرجه مسلم]
وأما التقدم والتأخر في الدنيا؛ فليس بمقياس عند الله عز وجل، وليس بنافع.
ثم إن من دلالة الإيمان: تقديم من قدمه الله عز وجل، وتأخير من آخره الله عز وجل وبذلك يكون ميزان التقديم والتأخير، والحب والبغض، والولاء والبراء. هو ميزان الله، فالله عز وجل قال:
{أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ ٱجْتَرَحُوا ٱلسَّيِّـَٔاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا ٱلصَّٰلِحَٰتِ سَوَآءً مَّحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ ۚ سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ}
[الجاثية: 21]
اللهم يا مقدم ويا مؤخر! نسألكم: أن تغفر لنا، وتدخلنا جنتك وتجيرنا من نارك.