الميزان:
فالعبد حين يسير إلى ربه؛ متقدماً بالطاعة، متقلباً بين فرض ونفل، ومستزيداً منهما، قد تعلق قلبه بربه؛ فتراه منشرح الصدر مسروراً، فالله قد بسط له هذه الحالة، فإذا جاء العبد المؤمن بمعصية؛ فتراه في ضيق وكآبة.
وهذا الضيق هو: القبض منه تبارك وتعالى، وهي محنة عاجلة موصلة إلى جوده،
{وَعَلَى ٱلثَّلَٰثَةِ ٱلَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّىٰٓ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ ٱلْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوٓا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ ٱللَّهِ إِلَّآ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوٓا ۚ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ}
[التوبة: 118]
فالانشراح والإقبال على الله هو: البسط وهو من الباسط سبحانه وتعالى.
والضيق والرجوع عن الطاعة أو عدم التلذذ بالطاعة هو: القبض، وهو من القابض سبحانه وتعالى، فربما قبضته الذنوب ظاهرة أو خفية كأمراض القلوب.
قال صلى الله عليه وسلم:
"إذا أذنب العبد نكت في قلبه نكتة سوداء، فإن تاب صقل منها، فإن عاد عادت حتى تعظم في قلبه؛ فذلك الران الذي قال الله: {كَلَّا ۖ بَلْ ۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطففين: 14]"
[رواه ابن حبان. وصححه شعيب الارناؤوط]
فالمؤمن حاله بين قبض وبسط؛ لذا يسأل الله دائماً الثبات وحسن الخاتمة، وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم:
"يا مقلب القلوب! ثبت قلبي على دينك"
[حديث صحيح. رواه الترمذي]
فهذا حال المؤمن مع ربه، فكيف حال من أصر على المعاصي؟!