لا تمنن!
وإذا كان الله سبحانه وتعالى قد امتدح نفسه بمنته على عباده؛ فقد ذم الذين يمنون على الله أو على عباد الله؛ بما أنفقوه من أموالهم، وبما قدموه من أعمالهم؛ فقال:
{يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا ۖ قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَىَّ إِسْلَٰمَكُم ۖ بَلِ ٱللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَىٰكُمْ لِلْإِيمَٰنِ إِن كُنتُمْ صَٰدِقِينَ}
[الحجرات: 17]
وحذرنا ربنا سبحانه وتعالى من أن نمن بما نقدمه؛ فذلك مبطل للصدقة والأجر:
{يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَٰتِكُم بِٱلْمَنِّ وَٱلْأَذَىٰ}
[البقرة: 264]
وحذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من المن، فقال صلى الله عليه وسلم:
"ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة: المنان؛ الذي لا يعطي شيئاً إلا منة، والمنفق سلعته بالحلف الفاجر، والمسبل إزاره"
[أخرجه مسلم].
وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"لا يدخل الجنة: منان، ولا عاق، ولا مدمن خمر"
[حديث صحيح. رواه النسائي]
أفسدت بالمن ما أوليت من نعم ليس الكريم إذا أسدة بمنان
ولذا؛ كان أهل الصلاة يتواصون بينهم بقولهم: إذا أعطيت رجلاً شيئاً، ورأيت أن سلامك يثقل عليه؛ فكف سلامك منه.
وأهل المكارم إذا اصطنعوا صنيعة لأحد نسوها، وإذا أسدى إليهم أحد معروفاً لا ينسونه أبداً.
وما تخفي المكارم حيث كانت
ولا أهل المكارم حيث كانوا
اللهم يا منان! امنن علينا بصلاح حالنا وصلاح ذريتنا، وأحسن لنا الخاتمة.