فمن أعظم من ربنا جوداً وكرماً؟!
الخلائق له عاصون.. يكلؤهم في مضاجعهم كأن لم يعصوه.. يحفظهم كأن لم يذنبوا.. يتفضل على المسيء ويمهل المذنب، ويرحم التائب.
هو الغني عن جميع العباد؛ ومع هذا يتحبب إليهم بالنعم والجود والكرم والإمهال.
والله عز وجل خرائنه ملأى؛ لا ينقصها نفقة، صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال:
"يد الله ملأي لا يغيضها نفقة، سحاء الليل والنهار، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض؟ فإنه لم يغض ما في يده"
[أخرجه البخاري – وهذا لفظه - ومسلم]
سحاء: دائمة الصب.
والغيض: النقص.
يحب من يؤمله من العباد، ويحب من يرجوه ويسأله؛ لكي يزيدهم من فضله ونعمه، حتى أنه من كرمه: يغضب على من لا يسأله، فعند الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"من لم يسأل الله يغضب عليه"
[حديث حسن]
وفي الحديث الأخر عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"ليس شيء أكرم على الله من الدعاء"
[حديث حسن. رواه الترمذي]
وهو الجواد فجوده عم الوجود جميعه بالفضل والإحسان
وهو الجواد فلا يخيب سائلاً ولو أنه من أمة الكفران
والعبد المؤمن الموقن هو: من يتصف بصفة الجود، ويطمع بفضل الله وجوده وكرمه، ويعلم أن الله الجواد سيجود عليه من فضله وبركاته وإحسانه أضعافاً مضاعفة:
{مَّن ذَا ٱلَّذِى يُقْرِضُ ٱللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَٰعِفَهُۥ لَهُۥ وَلَهُۥٓ أَجْرٌ كَرِيمٌ}
[الحديد: 11]
{وَعْدَ ٱللَّهِ ۖ لَا يُخْلِفُ ٱللَّهُ وَعْدَهُۥ}
[الروم: 6]
فهو ينفق تقرباً إلى الله.
ونبينا صلى الله عليه وسلم أجود الخلق جميعاً؛ فهو أجود الناس بالخير، وكان أجود من الخيل المرسلة، وكان أجود ما يكون في رمضان.
وفي "صحيح مسلم": ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام شيئاً إلا أعطاه، قال: فجاءه رجل فإعطاه غنماً بين جبلين، فرجع إلى قومه؛ فقال: يا قوم! أسلموا، فإن محمداً يعطي عطاءً لا يخشى الفاقة!" وما سئل شيئاً قط فقال: لا
تراه إذا ما جئته متهللاً كأنك تعطيه الذي أنت سائله