مفاتيح العطاء:
وربنا كريم يحب الكرماء، وهو المعطي ويحب أهل العطاء؛ ولذلك ساد الناس أهل العطاء، جاء عند أبي داود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الأيدي ثلاثة: فيد الله العليا، ويد المعطي التي تليها، ويد السائل السفلى، فأعط الفضل، ولا تعجز عن نفسك"
[حديث صحيح]
وللكرماء الأجر الكبير من عند ملك الملوك؛
{وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ۖ فَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ}
[الحديد: 7]
وقد وعد سبحانه وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أن يعطيه حتى يرضيه:
{وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰٓ}
[الضحى: 5]
ومما أعطاه الله رسوله في الآخرة: نهر الكوثر:
{إِنَّآ أَعْطَيْنَٰكَ ٱلْكَوْثَرَ}
[الكوثر: 1]
جاء عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال عن الكوثر:
"نهر ربي عز وجل، عليه خير كثير، هو: حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد النجوم"
[أخرجه مسلم].
وإذا نظر الله إليك، وعلم أنك قد جعلته معتمدك وملجأك، وأفردته بحوائجك دون خلقه، أعطاك أفضل مما سألته، وأكرمك بأكثر مما أردته.
سبحان من يعطي المنى بخواطر في النفس لم ينطق بهن لسان
سبحان من لا شيء يحجب علمه فالسر أجمع عنده إعلان
سبحان من هو لا يزال ورزقه للعالمين به عليه ضمان
اللهم! أعطنا ولا تحرمنا، وجد علينا ولا تردنا خائبين؛ يا رب العالمين!