علاقة الأسباب المادية بالنصر :
إن الواجب يحتم علينا أن نجتهد في تحصيل أسباب القوة ليتنزل نصر الله ومدده من خلالها دون تعلق بتلك الأسباب، أو اعتبار أن النصر. يستلزم وجودها بقدر كبير، وهذا ما كان يفهمه المسلمون الأوائل.. فقد كانوا ينتصرون على أعدائهم وهم أقل منهم عددا وعدة كما حدث في بدر والقادسية واليرموك وغيرهمـا مـن المعارك الإسلامية الخالدة التي أظهرت القدرة والتأييد الإلهي للفئة المؤمنة مع قلة وجود الأسباب المادية معها.. تأمل معي قوله تعالى:
﴿قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَنَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةٌ لأُولِي الأَبْصَارِ﴾
[آل عمران: ١٣]
ولنعلم جميعًا بأننا قد تعذر إذا ما قصرنا في اتخاذ جميع الأسباب المادية لأمور خارجة عن إرادتنا، ولكننا لا تعذر في عدم تعلقنا بالله عز وجل وتغيير ما بأنفسنا ؛ لأننا جميعا نقدر على ذلك.