حب الدنيا:
لقد ملأ حب الدنيا قلوبنا، فأصبحت تصور اتنا وأحلامنا منبثقة منها.. اتجهت أعيننا إلى الأرض وتصار عنا على ما فيها، فوقعنا فيها حذرنا منه رسول الله ﷺ بقوله:
"إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم ألم نرض بالزرع"..
ألم نحلم بامتلاك الأراضي وبناء العقارات.. ألم يشغل تفكيرنا التخطيط لمستقبلنا ومستقبل أبنائنا في الدنيا؟
ألم ننشغل بتنمية أموالنا وزيادة أرصدتنا بأي شكل كان وتركنا ديننا ؟
فماذا نريد بعد ذلك.. وماذا نتوقع أن يحدث لنا؟
(۱) صحيح: أخرجه أبو داود في سنته (ج ٣ ص (۲۹). وأورده الشيخ الألباني في صحيح الجامع برقم .(٤٣٢)
إن اقتراف شيء واحد مما سبق ذكره لكفيل باستدعاء غضب الله علينا، فكيف بهذا كله مما تمتلئ به بلاد المسلمين ؟!!
... تأمل معي خطاب الترهيب الإلهي للمؤمنين من الوقوع في فعل شيء واحد مما نفعله:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ الله وَرَسُولِهِ ﴾
[البقرة :۲۷۹،۲۷۸]
والله إن لم تكن العاقبة إلا وقوفنا ندا محاربين الله ورسوله الكفي. هذا فيما يخص الربا، فماذا في موالاة الكافرين:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُوا اللَّهُ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا﴾
النساء : ١٤٤
تأمل قوله تعالى:
﴿أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُوا الله عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا ﴾
[النساء: ١٤٤]
ولقد حدث هذا بالفعل، وأصبحنا كأمة إسلامية في دائرة الغضب والعقوبة الإلهية وإن اختلف شكلها من مكان لآخر، ولعل من أهم المظاهر التي تؤكد لنا هواننا على الله عز وجل هو تسلط الأعداء علينا من هندوس وشيوعيين وبوذيين وصليبيين ويهود.. هؤلاء الكفار ما كانوا ليفعلوا بنا ما يفعلون لو لم يأذن به الله
﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ﴾
[الأنعام: ١١٢]
اليهود الذين كتب الله عليهم الذلة والمسكنة إلى يوم القيامة أصبحوا هم الذين يقومون بإذلالنا وإهانتنا وإهدار كرامتنا، وفرض سياستهم علينا.
الهذا الحد أغضبنا الله عز وجل؟
أأصبح أبناء القردة والخنازير الأداة التي نؤدَّب بها؟
﴿لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِي أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءٌ يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا﴾
النساء : ١٢٣].