خطورة التلفاز :
ومن وسائل تكوين اليقين داخل الإنسان كذلك وسائل الإعلام بصورها المختلفة وأهمها جهاز التلفاز، والذي يعد من أخطر عوامل بناء اليقين داخل الإنسان سواء كان صحيحا أم خاطئا، فما يعرض في هذا الجهاز الخطير وبصورة متكررة وبشكل شبه يومي من أفلام ومسلسلات وإعلانات، له دور كبير في تكوين اليقين الخاطئ داخل الإنسان، وبخاصة عند الصغار فتكرار عرض صور النساء العارية والمناظر الخليعة واختلاط النساء بالرجال والصداقة بين الجنسين وما تنشئه من علاقات محرمة، مع عرض كل هذا بأسلوب محبب - وفكاهي أحيانا - له دور كبير في قبول العقل لهذه الأفكار، ومن ثُمَّ مرورها إلى اليقين ورسوخها فيه بدوام تكرار عرضها، مع الأخذ في الاعتبار أن للصورة المرئية تأثيرا مباشرا على اللاشعور، فالعقل المدرك غالبا ما يتركها تمر دون تفكير . (1)
(۱) نقلت مجلة ( بث ( السعودية أن من أغرب الأساليب الإعلانية التي استخدمتها شركة كوكاكولا أنها كانت تستأجر لقطات متفرقة لا تزيد عن ٢٤/١ من الثانية في أهم الأفلام الأمريكية لتمرر صورة مشروبها، وهي عملية دعائية مدروسة ترسخ صورة المشروب في العقل الباطن للمشاهد دون مرورها على عقله الواعي، فلو سألته هل شاهدت زجاجة ( كوكاكولا) سيجيبك بالنفي، ولكنه سيتوجه بعد مشاهدة الفيلم لشراء (كوكا كولا)، وقد منعت الشركة لاحقا من استخدام هذا الأسلوب الدعائي باعتباره أداة للغش التجاري - نقلا عن مجلة ( بث ) العدد، (١٦)، ذي القعدة ١٤٢٤هـ.
وفي المقابل: عند استخدام هذا الجهاز بصورة تربوية موجهة فيتم من خلاله بث الأفكار الصحيحة، فإن ذلك له دور كبير في بناء اليقين الصحيح داخل الفرد.