شروط الولاية


مجدي الهلال

الله عز وجل لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس هم الذين يظلمون أنفسهم بابتعادهم عن ممارسة الوظيفة المطلوبة منهم. تخيل أن شخصين يعملان في شركة قد أرسلا من قبل رؤسائهما في بعثة إلى بلد من البلدان لأداء مهمة معينة وفي وقت محدد. أما الأول فقد انبهر بما رآه في هذا البلد وانشغل بملذاته ناسيا المهمة التي جاء من أجلها، والآخر انشغل بوظيفته والمهام التي كُلف بأدائها ... كل ذلك يحدث والتقارير تصل بانتظام لرؤسائها.

ترى !!! هل تكون مشاعر الرؤساء تجاههما واحدة؟! وماذا لو احتاجا مساعدة.. فلأيهما ستكون؟! فمن البديهي أن الذي يقوم بمهمته هو الذي سيحظى برعاية رؤسائه وإجابة مطالبه، ومساعدته وقت الحاجة.. أما الآخر فلن يتبناه أحد، ولن يلتفت إلى طلباته، بل العكس سيحدث، فالعقوبات والجزاءات تنتظره. والله المثل الأعلى، فلقد كلفنا الله عز وجل بأداء مهمة محددة على الأرض، فمن اجتهد في القيام بها فقد عرض نفسه لرضا مولاه ، ومن ثم عونه ومدده، أما من ترك مهمته وانشغل بشهواته فقد عرَّض نفسه لغضبه سبحانه، ومن ثم حرمانه من المدد والتوفيق

(فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى)

[طه: ١٢٤،١٢٣]

إذن فنحن الذين نحدد لأنفسنا الطريقة التي تُعامل بها، فكلما ازداد اجتهادنا للاستقامة على طريقه والقيام بحقوق العبودية له يزداد تعرضنا لفضله وولايته و نصرته، وفي المقابل كلما ازدادابتعادنا عن طريقه، ومخالفتنا لأوامره، ازداد تعرضنا لغضبه وعقابه

(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)

[الأعراف: ٩٦]

السابق التالى

مقالات مرتبطة بـ شروط الولاية

معرفة الله | علم وعَملIt's a beautiful day