أستاذية العالم
لقد مرت على أمتنا في الماضي أوقات عصيبة، وحدث لها من الأحداث المشابهة لما يحدث لنا اليوم ... هذه الأحداث كانت سيا في استنهاض همم بعض الغيورين على الدين من أمثال صلاح الدين الأيوبي - رحمه الله - فعمد إلى نشر السنة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واستثارة همة الناس للجهاد في سبيل الله، ورغبهم فيه، فاستجاب له الكثيرون وخرجوا معه لتحرير القدس والمسجد الأقصى، فنصره الله عز وجل نصرا مؤزرا، ولكن بعد موته - رحمه الله - وتولي أبنائه وأفراد أسرته الحكم من بعده؛ بدأوا يتصارعون عليه، فدب الوهن مرة أخرى في جسد الأمة وحدث لها ما حدث من أحداث جسام. إذن فنحن لا نريد انتصارًا وقتيا في معركة من المعارك ثم يعود الحال إلى ما كان عليه، كما حدث في أفغانستان من قبل. لا نريد فقط قائدا يقودنا إلى الانتصار، فإن مات وتركنا عادت الهزائم والنكبات، بل نريد أمة جديدة وأجيالا متلاحقة لا تعرف إلا الله وما يرضيه نريد رايات الإسلام ترفرف من جديد على ربوع العالم الإسلامي.. على القدس ويافا وحيفا.. على الأندلس والفليين على الهند والصين.. على روما. ٠٠ نريد الخلافة المفقودة وأستاذية العالم. نريد أن نستكمل ما بدأته الأجيال الأولى، فيصبح الدين كله الله.
... هذه الآمال العظيمة - أحلام اليوم - ستكون بلا شك حقائق الغد كما وعدنا رسول الله ﷺ بقوله:
ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بیت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ،ذلیل عزا يعز الله به الإسلام وذلا يذل به الكفر
يقينا سيحدث هذا، وستفتح روما، وسيعود الأقصى، وستأتي خلافة أخرى كأختها الراشدة الأولى، ولكن بمن ؟
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ في سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ
[المائدة: ٥٤]
ولكي نكون نحن وأبناؤنا من هؤلاء القوم، ولكي يعود مجد الإسلام من جديد، لابد من التغيير الداخلي في ذواتنا أولا
إنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيَّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ
[الرعد: ١١]