حالنا مع القرآن
عندما تمسك الجيل الأول بحبل الله المتين، واتبعوا نور كتابه المبين، اجتمعت كلمتهم، وتوحدت وجهتهم، وأصبح الله هو غايتهم، فأوفى سبحانه وتعالى بعهده معهم، ومكنهم في الأرض ليرفعوا عليها رايته، ويقيموا عليها شريعته . وعندما تركت الأمة بعد ذلك هذا الكتاب وأدارت ظهرها له، حدثت لها النكبات والهزائم والنكسات. تخيل معي أناسا وقد تعلقوا بحبل الله، والأرض من تحتهم تملؤها القاذورات والصراعات والأحقاد، ثم ترك هؤلاء الحبل .. ماذا سيحدث لهم؟ بلا شك أنهم سيقعون على الأرض ويتمرغون في دناسها، ويتصارعون على ما فيها من دنايا ..
وهذا ما حدث معنا عندما تركنا القرآن - حبل الله المتين - فوقعنا على الأرض، وتمرغنا في شهواتها، وأصبحت الدنيا هي أكبر همنا، ومبلغ علمنا، فاشتد الصراع بيننا، وتفتت وحدتنا، وصار بأسنا بيننا شديدا، فتكالب علينا أعداؤنا كما تتكالب الأكلة على القصعة، وأصبحنا أذل أهل الأرض تحت أقدام الكفار لا اعتبار لنا، ولا قيمة لوجودنا، بل إن اليهود الذين كتب الله عليهم الذلة والمسكنة باتوا يتفننون في إذلالنا، وهدم بيوتنا، وانتهاك حرماتنا
﴿أَوَلا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ﴾
[آل عمران: ١٦٥]