كيفية التغيير القرآني
قبل أن ينتقل الحديث عن الطريقة التي يمكننا من خلالها - بعون الله - الدخول إلى عالم القرآن ودائرة تأثيره، يبقى من الضروري الإجابة عن تساؤل قد يتبادر إلى بعض الأذهان عن الكيفية التي بها يقوم القرآن بالتغيير، وبخاصة وقد خلصنا في صفحات سابقة إلى أن التغيير المنشود لا بد أن يشمل العقل والقلب والنفس، وأن يظهر أثره على السلوك، وتكون نتيجته: «ظهور المسلم الصالح المصلح الذي تتأسس عليه الأسرة المسلمة فالمجتمع المسلم».
ألا يكفي وصف الله لكتابه ؟!
... نعم ، نحن لسنا مطالبين بمعرفة كيفية التغيير القرآني، فيكفي ما أخبرنا به الله عز وجل عن هذا الكتاب، ووصفه له بأنه هدى يُخرج الناس من الظلمات إلى النور، ودواء لما يعانون منه من أدواء:
( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ )
فصلت: ٤٤
ومع ذلك، فبسبب ما ورثناه من تعامل خاطئ مع القرآن، وعدم اقتناع البعض بأن الحل في هذا الكتاب، وبسبب عدم وجود أثر ملحوظ للتغيير على الكثير ممن ينشغلون بالقرآن، ويحفظون حروفه، ويكثرون من تلاوته... كل ذلك وغيره أفقدنا بعض الثقة في قدرة القرآن على التغيير وانحصر دوره في حياتنا ليصبح مصدرا للأجر والثواب دون النظر للمقصد الأسمى من نزوله. ... من هنا كان من الضروري الحديث عن كيفية التغيير القرآني، والتي لا يستطيع أن يدرك كنهها أحد من البشر، فالمعجزة القرآنية وتأثيرها على الفرد يفوق ما يمكن تخيله، والمحروم من حرم التمتع بآثارها.