ترديد الآية أو الآيات التي تؤثر في القلب
الوسائل السابقة من شأنها أن تهيئ العقل لحسن التدبر وفهم المراد من الآيات، ولكن ليس هذا فقط هو المطلوب من القرآن، فنحن نريد التغيير المتكامل في العقل والقلب والنفس، وهذا يستدعي - بجوار الفهم - التأثر والانفعال بالآيات والتجاوب معها.
فإن قلت: إن التأثر والانفعال ليس بيدي، فقد أستطيع أن ألزم نفسي- الوسائل السابقة من انشغال بالقرآن والجلوس في مكان هادئ لتلاوته، وعدم السرحان، والتجاوب مع القراءة وفهم المراد من الآيات، ولكني لا أستطيع أن أجعل قلبي يتجاوب وينفعل مع القرآن.
.. نعم، ، كلنا كذلك، وبخاصة أن قلوبنا قد أحاطتها حُجب الغفلات، ولكن بالمداومة على الوسائل السابقة والمثابرة عليها وبخاصة التهيئة القلبية، ستأتي بـلا شك لحظة أو لحظات تجد فيها آية من الآيات التي نقرؤها منفذا وطريقـا يدخل منه نورها إلى القلب، فيؤثر في مشاعره ليحدث التجاوب والانفعال، ومن ثم زيادة الإيمان قد يتم هذا الأمر بعد مرور عدة أيام من بداية عودتنا إلى القرآن ومع آية واحدة فقط في كل ما نقرأ، فماذا نفعل عند حدوث ذلك؟
علينا أن نستثمر الفرصة التي جاءتنا أحسن استثمار، فهذه اللحظات من أهم لحظات حياتنا إنها مواسمنا وأعيادنا ولم لا وأوقات حياة القلب هي أوقات الحياة الحقيقية، وبها يُقاس عمر الإنسان الفعلي.
فإن كان الأمر كذلك فلنعمل على دخول أكبر قدر من النور إلى القلب من خلال ترديد تلك الآية مرات ومرات طالما وجد التجاوب، ولقد كان هذا هو هدي رسول الله ﷺ وصحابته الكرام.