ومن وظائف المربي
ضبط الفهم الصحيح عند الأفراد لمراتب الأحكام وفقه الأولويات مع النظرة الشاملة للإسلام تأمل معي قوله ﷺ وهو يوصي معاذ بن جبل رضي الله عنه لما أرسله داعيا على اليمن : ( إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه أن يوحدوا الله تعالى، فإذا عرفوا ذلك فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم، فإذا صلوا فأخبرهم أن الله افترض عليهم زكاة في أموالهم تؤخذ من غنيهم فترد على فقيرهم....
إن فقه الأولويات والموازنات من أهم الأمور التي ينبغي أن يُعلمها المربي لمن معه.. فكثيرا ما سيجد الفرد نفسه أمام مصلحتين متعارضتين، إن قام بواحدة فاتت
الأخرى، فماذا يُقدم وماذا يؤخر ؟!.. هنا يأتي دور المربي الذي يُحسن توجيه من معه للتعامل الصحيح في مثل هذه المواقف، فعلى سبيل المثال: عند التعارض بين السعي في خدمة الناس مع عبادة مثل الاعتكاف.. أيهما نقدم؟ يقول : " ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهراه ).
فما يتعدى نفعه للناس يُقدم على ما كان نفعه مقصورا على الفرد.
عن أبي هريرة الله قال
مر رجل من أصحاب رسول الله ﷺ، بشعب فيه عيينة من ماء عذبة، فأعجبته، فقال لو اعتزلت الناس فأقمت في هذا الشعب، ولن أفعل حتى أستأذن رسول الله ﷺ ، فذكر ذلك لرسول الله ﷺ ، فقال : « لا تفعل، فإن مقام أحدكم في سبيل الله أفضل من صلاته في بيته سبعين عاما، ألا تحبون أن يغفر الله لكم ويدخلكم الجنة ؟ اغزوا في سبيل الله ، من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت لـه