التذكير الدائم بحقيقة الدنيا
ومن وظائف المربي التأكيد على الحقائق التي يؤكدها القرآن، ومن ذلك حقيقة الدنيا ومدى هوانها على الله، وأن قيمتها الحقيقة في كونها مزرعة للآخرة، ومن ثم فلا مجال للتنافس على زينتها ...
ولا يكتفي المربي بالتذكير بحقيقة الدنيا، بل ويعمل على ربط حديثه بالواقع ليستقر المعنى في الذهن واليقين.. وهذا ما كان يفعله مع صحابته، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ مر بالسوق والناس كنفتيه – أي عن جانبيه - فمر بجدي أسك ميت، فتناوله، فأخذ بأذنه، ثم قال: «أيكم يجب أن يكون له هذا بدرهم؟ قالوا: والله لو كان حيا كان عيبا إنه أسك. فكيف وهو ميت ! فقال: «فو الله للدنيا أهون على الله من هذا عليكم).
وعن عمرو بن عوف الأنصاري
أن رسول الله ﷺ بعث أبا عبيدة بن الجراح رضي الله عنه إلى البحرين يأتي بجزيتها، فقدم بمال من البحرين، فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة فوافوا صلاة الفجر مع رسول الله ﷺ، فلما صلى رسول الله ﷺ انصرف فتعرضوا له، فتبسم رسول الله ﷺ حين رآهم ثم قال: «أظنكم سمعتم أن أبا عبيدة قدم بشيء من البحرين» فقالوا: أجل يا رسول الله. قال: «فأبشروا وأملوا ما يسركم، فو الله ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى عليكم أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها وتهلككم كما أهلكتهم