الفرج قريب
فلنبدأ من الآن، ولنعد إلى القرآن، فكفى ما مضى من أعمارنا ونحن بعيدون عن هذا الكنز العظيم، ولنستبشر - جميعا، فما هي إلا سنوات قليلة نبذل فيها جهدنا ونخلص فيها لربنا حتى نجد - بإذن الله - نور القرآن يسري في النفوس، ليبدأ التغيير في جنبات الأمة، ويصطلح الناس مع ربهم، ويعودوا إليه... لتبدأ تبعا لذلك تباشير الفجر في البزوغ، وتشرق شمس العزة من جديد:
﴿وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ الله ﴾
[التوبة: ١١١]
إنها ليست أحلاما، بل حقائق سندركها بمشيئة الله إن أحسنا العودة إلى القرآن وأخلصنا في الدعوة إليه، أما كيفية حدوث ذلك فلا تسل عنها، ألم تقرأ قوله تعالى :
﴿أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلي وَلا نَصِيرِ﴾
[البقرة: ١٠٧،١٠٦].
لا تسل عن الطريقة التي سيمكن بها الله جيل القرآن، فالكون كونه، والملك ملكه، يحكم ما يشاء، ويفعل ما يريد، له جنود السماوات والأرض:
﴿إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾
[النحل: ٤٠]
ليكن همنا هو تنفيذ ما طلبه الله منا ولنترك له أمر النصر والتمكين، أليس سبحانه الذي مكن بني إسرائيل في الأرض بعد أن كانوا مستضعفين:
﴿وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا هو كَانُوا يَعْرِشُونَ ﴾
[الأعراف: ١٣٧]
فلننشغل بتغيير ما بأنفسنا، والاعتصام بحبل الله، ودعوة الناس إليه، ولننتظر الفرج القريب:
﴿وَقُل لِّلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ * وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ * وَللَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾
[هود: ۱۲۱-۱۲۳]