الدعاء من أسباب الرزق
الدعاء سبب من أسباب حصول الرزق، كالسعي في طلبه بالعمل، وحقيقة الإيمان بالقضاء والقدر تقتضي السعي في أسباب حصول الرزق، فتركها قدح في العقل والشرع.
قال ابن أبي العز رحمه الله تعالى:
" وقد ظن بعض الناس أن التوكل ينافي الاكتساب وتعاطي الأسباب، وأن الأمور إذا كانت مقدرة فلا حاجة إلى الأسباب! وهذا فاسد، فإن الاكتساب: منه فرض، ومنه مستحب، ومنه مباح، ومنه مكروه، ومنه حرام، كما قد عرف في موضعه. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أفضل المتوكلين، يلبس لأْمة الحرب، ويمشي في الأسواق للاكتساب " انتهى من "شرح العقيدة الطحاوية" (ص 270).
والله قدر المسببات مع أسبابها، فالله تعالى كما كتب الرزق كتب أسبابه ومنها الدعاء، فيلهم عبده الدعاء والتضرع له في أن يرزقه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
" والأسباب التي يحصل بها الرزق هي من جملة ما قدره الله وكتبه، فإن كان قد تقدم بأنه يرزق العبد بسعيه واكتسابه ألهمه السعي والاكتساب، وذلك الذي قدره له بالاكتساب، لا يحصل بدون الاكتساب، وما قدره له بغير اكتساب كموت موروثه، يأتيه به بغير اكتساب.
والسعي سعيان: سعي فيما نصب للرزق؛ كالصناعة والزراعة والتجارة.
وسعي بالدعاء والتوكل والإحسان إلى الخلق ونحو ذلك؛ فإن الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه " انتهى من "مجموع الفتاوى" (8 / 540 – 541).