تقوى الله عز وجل
طرق الوقاية من الذنوب
أولًا: تقوى الله عز وجل
على الإنسان أن يتقي الله عز وجل، فإن التقوى هي وصية الله تعالى للأولين والآخرين، قال الله تعالى:
﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾ [النساء: 131].
فما مِن خير عاجل ولا آجل ظاهر ولا باطن، إلا وتقوى الله سبيلٌ موصلٌ إليه ووسيلة مبلِّغة له، وما من شرٍّ عاجل ولا آجل ظاهر ولا باطن، إلا وتقوى الله عز وجل حِرز متين وحصين للسلامة منه والنجاة من ضرره.
وقد علَّق الله العظيم في كتابه الكريم على التقوى من خيرات عظيمة من ذلك:
1 - المعية الخاصة: والمقتضية للحفظ والعناية والتأييد:
قال الله تعالى: ﴿ واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين ﴾ [البقرة: 194].
2 - المحبة لمن اتقى الله، قال تعالى:
﴿ فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم إن الله يحب المتقين ﴾ [التوبة: 7].
3 - التوفيق للعلم، قال سبحانه:
﴿ واتقوا الله ويعلمكم الله ﴾ [البقرة: 282].
4 - نفي الخوف والحزن عن المتقي المصلح، قال سبحانه:
﴿ فمن اتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ﴾ [الأعراف: 35].
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اتقِ الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحُها وخالقِ الناسَ بخلُق حسَن"؛ (حديث صحيح).
والتقوى: هي أن يعمل العبد بطاعة الله على نور من الله يرجو ثواب الله، وأن يترك معصية الله، على نور من الله، يخشى عقاب الله.
وقال ابن رجب الحنبلي: تقوى العبد لربه، أن يجعل بينه وبين ما يخشاه من ربه من غضبه وسخطه وقاية تقيه من ذلك، وهو فعل طاعته واجتناب معاصيه.
لذا كان على المسلم أن يلتزم بها فيعمل بطاعة ربه ويبتعد عن سخطه في كل مكان وعلى أي حال:
قال الشاعر:
خلِّ الذنوب صغيرها ** وكبيرها فهو التقى
واصنع كماشٍ فوق أرضِ ** الشوك يحذر ما يرى
لا تحقِرَن صغيرة ** إن الجبال من الحصى
قيل لأبي الدرداء: يقولون الشعر وأنت ما حُفظ عنك شيء؟ فقال:
يريد المرء أن يؤتى مناه ** ويأبى الله إلا ما أرادا
يقول المرء فائدتي ومالي ** وتقوى الله أولى ما استفادا
وقال ابن السماك الواعظ:
يا مُدمن الذنب أما تستحي ** والله في الخلوة ثانيكا
أغرّك من ربك إمهاله ** وستره طول مساويكا