"حكمة الله في أمثال القرآن: استكشف، تأمل، واهتدِ"
تعكس آية القرآن
"۞إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَسۡتَحۡيِۦٓ أَن يَضۡرِبَ مَثَلٗا مَّا بَعُوضَةٗ فَمَا فَوۡقَهَاۚ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَيَعۡلَمُونَ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّهِمۡۖ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلٗاۘ يُضِلُّ بِهِۦ كَثِيرٗا وَيَهۡدِي بِهِۦ كَثِيرٗاۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِۦٓ إِلَّا ٱلۡفَٰسِقِينَ" (البقرة: 26)
، عمق الحكمة الإلهية في استخدام الأمثال البسيطة لإيصال الحقائق العظيمة. يرشدنا هذا المثل إلى أن الله سبحانه وتعالى يستخدم في كتابه الحكيم، أدق التفاصيل مع خلقه لتوضيح الحق، وإعلامنا أن الحق لا يتوقف على عظمة المثال أو صغره. هذه الآية تعلمنا أهمية النظر إلى خلق الله بعين التأمل والتدبر، فحتى أصغر المخلوقات تحمل في طياتها عبرًا ودروسًا لمن يتفكرون.
الأمثال القرآنية تقدم لنا فرصة لا تقدر بثمن لفهم الدين بطريقة عميقة ومؤثرة. من خلال التأمل في هذه الأمثال، نتعلم كيفية الارتقاء بإيماننا وزيادة علمنا وتقوى قلوبنا. هذا المثل بالذات يدعو المؤمنين إلى الاعتراف بعظمة الله في كل شيء، حتى في البعوضة التي قد نراها بسيطة أو غير مهمة. إن الإيمان بالله يعني الإيمان بحكمته وعدله في كل شيء، بغض النظر عن حجمه أو شكله.
يعكس المثل التفريق بين المؤمنين، الذين يرون في كل مثل حقاً من ربهم وبين الكافرين الذين يتساءلون عن مغزى ضرب هذه الأمثال. إنه يبين كيف أن الإيمان يفتح أعيننا على الحكمة والجمال في كل شيء حولنا، بينما الكفر يحجب هذا النور ويجعل القلب مغلقاً أمام فهم الحق.
فلنجعل من قلوبنا أرضاً خصبة تتقبل أمثال الله بفهم وتدبر، نسعى ليس فقط إلى العلم بها بل إلى العمل بمقتضاها. لنتأمل في عظمة الله وحكمته، ولنتذكر دائماً أن الحق لا يقتصر على ما هو جليل في الأعين، بل يكمن أيضاً في الصغير والبسيط، فكل في ذلك يدل على رحمته وقدرته البالغة.