التفكر والتدبر في آيات الله
في القرآن الكريم، يعرض الله تعالى أمثلة تبين عظمته وتفرد صفاته مقابل العجز والنقص فيما سواه.
من هذه الأمثلة قول الله تعالي
(وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَىٰ مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ ۖ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ ۙ وَهُوَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ )
سوره النحل 76
يسلط الضوء على التباين الواضح بين عبد أبكم عاجز، لا يقدر على شيء وكل على مولاه، لا يأتي بخير، وبين الله العظيم الذي يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم. هذا المثل يعكس الفرق بين المعبودات الباطلة التي لا تستطيع النفع أو الضر لنفسها أو لعابديها، وبين الخالق العظيم، الذي يحث على العدالة ويهدي عباده إلى الطريق المستقيم.
هذا المثال يدعونا للتأمل في معاني التوحيد والعدالة في الإسلام، ويؤكد على أن العبادة يجب أن توجه فقط لله الواحد القهار، القادر على كل شيء، العادل في أمره، فلا يستوي من هو أبكم عاجز، كالأصنام والمعبودات بلا حق، مع الله الذي بيده مقاليد السماوات والأرض، يأمر بالخير والعدل ويدعو عباده إلى صراطه المستقيم.
لنتذكر دائمًا أن الإسلام يدعونا إلى التفكر والتدبر في آيات الله وأمثاله التي تعلمنا الحكمة وتنير لنا الطريق إلى الهداية. فلنجعل هذا المثال بوصلة توجهنا نحو تعزيز إيماننا بالله وحده والعمل بما يأمر به من العدل والصلاح، لنكون على الصراط المستقيم، الطريق الذي يوصلنا إلى رضوان الله وجناته.