مشاهد من ليل ثابت البناني رضي الله عنه
وهذا العبد المحب لله تعالى( المتعبد) الناحل، المتهجد، الذابل، أبو محمد، ثابت بن أسلم البناني)[1] فعن بكر المزني( من أراد أن ينظر إلى أعبد أهل زمانه، فلينظر إلى ثابت البناني، فما أدركنا الذي هو أعبد منه)[2]
وعن جعفر بن سليمان، قال: حدثنا ثابت البناني، قال
( كان رجل من العباد يقول: إذا نمت ثم استيقظت ثم ذهبت أعود إلى النوم، فلا أنام الله عيني، قال جعفر: كنا نرى ثابتا إنما يعني نفسه)
[3]
وعن حماد بن سلمة، قال
( قرأ ثابت( أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا)[4] وهو يصلي صلاة الليل ينتحب[5] ويردها[6]
وعن سهل بن أسلم قال
( كان ثابت البناني يصلي كل ليلة ثلاثمائة ركعة، فإذا أصبح ضمرت قدماه في أخذهما بيده، في عصرهما، ثم يقول: مضي العابدون، وقطع بي والهفاه)
[7]
وعن هشام قال
( ما رأيت قط أصبر على طول المقام والسهر من ثابت البناني، صحبناه مرة إلى مكة، فكنا إن نزلنا ليلا فهو قا~م يصلي، وإلا فمتى شئت أن تراه أو تحس به مستيقظا، ونحن نسير إما باكيا، وإما تاليا)
[8]
وعن مبارك بن فضالة، قال
( كان ثابت البناني يقوم الليل، ويصوم النهار، وكان يقول: ما شيء أجده في قلبي ألذ عندي من قيام الليل)
[9]
وعن محمد بن مالك قال
( بلغني أن ثابتا خرج إلى مكة، فلما قدم قال الكرى[10]: ما رأيت أحدا أشد حبا لربه عز وجل من هذا الأعمش)[11] يعني ثابتا، وكان ثابت قد عمش من طول البكاء
وعن المبارك، يعني ابن فضالة، قال
( دخلت على ثابت البناني في مرضه، وهو في علو له، وكان لا يزال يذكر أصحابه، فلما دخلنا عليه قال: يا إخوتاه، لم أقدر أن أصلي البارحة، كما كنت أصلي، ولم أقدر أن أصوم كما كنت أصوم، ولم أقدر أن أنزل إلى أصحابي فأذكر الله عز وجل كما كنت أذكره معهم، ثم قال: إذ حبستني أن أصلي كما أريد وأصوم كما أريد، وأذكرك كما أري، فلا تدعني في الدنيا، فمات من وقته رحمه الله تعالى)
[12]
المراجع
- حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، لأبي نعيم: 318/2
- سير أعلام النبلاء، للذهبي: 224/5
- حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، لأبي نعيم:320/2
- الكهف:37
- النحيب: رفع الصوت بالبكاء، انظر: المغرب في ترتيب المعرب، للخوارزمي:458/1
- سير أعلام النبلاء، للذهبي:225/5
- صفة الصفوة، لابن الجوزي 154/2
- صفة الصفوة، لابن الجوزي:155/2
- صفة الصفوة، لابن الجوزي:155/2
- الكري: الرجل المستأجر للعمل والخدمة، انظر: معجم العين، للخليل:403/5
- حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، لأبي نعيم:323/2
- حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، لأبي نعيم:320/2