مشهد لوراد العجلي، وقد عاهد الله تعالى ألا يضحك حتى ينظر إلى وجه ربه
وهذا العابد القائم ، الم ح ب لله تعالى وراد العجلي
ويسأل الله تعالى العون على طاعته واجتناب سخطه، وقد عاهد الله
تعالى ألا يضحك حتى ينظر إلى وجه ربه عز وجل فعن سكين بن مسكين رجل من بني عجل قال (( كان بيننا وبين وراد العجلي
قرابة، فسألت أختا، كانت له أصغر منه، فقلت: كيف كان ليله؟ قالت: يبكي عامة الليل ويصرخ. قلت: فما كان طعمه؟ قالت: قرصا في أول الليل، وقرصا في آخره ، عند السحر. قلت: فتحفظين من دعائه شيئا؟ قالت: نعم، كان إذا كان السحر، أو قريب من طلوع الفجر، سجد، ثم بكى، ثم قال: مولاي، عبدك يحب الاتصال بطاعتك؛ فأعنه عليها بتوفيقك، يا أيها المنال مولاي، عبدك يحب اجتناب سخطك؛ فأعنه على ذلك بمنك أيها المنان، مولاي، عبدك عظيم الرجاء لخيرك؛ فلا تقطع رجاءه يوم يفرح الفائزون. قالت: فلا يزال على هذا ون حوه حتى يصبح. قال: وكان قد كل من الاجتهاد جدا، وتغير لونه.
وقال عمرو بن حفص بن غياث: قال أبي: وكنت أرى ورادا هذا
يأتي إلى المسجد، مقنع الرأس، فيعتزل ناحية، فلا يزال م صليا وباكيا
وداعيا ما شاء الله تعالى من النهار، ثم يخرج، فيعود، فيصلي الظهر، فهو
كذلك بين صلاة وبكاء حتى يصلي العشاء، ثم يخرج لا يكلم أحدا، ولا
يجلس إلى أحد، فسألت عنه رجلا من حيه ووصفته له، قلت: شاب من صفته، من هيئته. فقال: بخ (1) يا أبا عمر و، أتدري عمن تسأل؟ ذاك وراد العجلي ذاك الذي عاهد الله تعالى ألا يضحك حتى ينظر إلى وجه رب العالمين. قال أبي: وكنت إذا رأيته بعد هبته (2)
َ
الملخص
(1) بخ: هِي كلمه تقال عِنْد الْمَدْح، مَعْنَاهَا تَعْظِيم الْأَمر وتفخيمه، انظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين، لابن الجوزي 311/3
(2) صفة الصفوة، لابن الجوزي: 2 /93.