مشهد لخليفة العبدي يبتغي ما عند الله تعالى بقيام الليل
وهذا العابد القانت خليفة العبدي البحريني يبتغي ما عند الله تعالى
بقيام الليل؛ فعن هلال بن دارم، قال "كان خليفة العبدي جارا لنا بالبحرين فكان يقوم إذا هدأت العيون، فيقول: اللهم إليك قمت ؛ أبتغي
ما عندك من الخيرات، ثم يعمد إلى محرابه، لا يزال يصلي حتى يطلع
الفجر. قال: وحدثتني عجوز كانت تكون معه في الدار، قالت: كنت
أسمعه يدعو في السجود يقول: هب لي إنابة إخبات، وإخبات منيب،
وزيني في خلقك بطاعتك، وحببني لديك بحسن خدمتك، وأكرمني إذا
وفد إليك المتقون؛ فأ نت خير مسؤول، وخير معبود، وخير مشكور،
وخير محمود. وقالت: كنت أسمعه إذا دعا في السحر يقول: قام
البطالون (1) ، وقمت معهم، قمنا إليك، ونحن متعرضون لجودك، فكم من
ذي جرم عظيم، قد صفحت له عن جرمه؟! وكم من ذي كرب عظيم، قد
فرجت له عن كربه؟! وكم من ذي ضر كثير، قد كشفت له عن ضره؟!
فبعزتك ما دعانا إلى مسألتك بعد ما انطوينا عليه من معصيتك إلا الذي
عرفتنا من جودك وكرمك، فأنت المؤمل لكل خير، والمرجو عند كل نائبة (2 )"
المراجع
(1) البطالون: الفارغون، أهل اللهو والجهالة، من البطالة: وهو اتباع اللهو والجهالة،
انظر: معجم العين، للخليل: 7 / 431 .
(2) صفة الصفوة، لابن الجوزي: 2 / 277 .