مشهد لعبد الله بن غالب لا يحب الدنيا إلا لأجل الليل


زكريا طه شحادة

مشهد لعبد الله بن غالب لا يحب الدنيا إلا لأجل الليل
وهذا عبد الله بن غالب المحب لله تعالى، العابد المجاهد، لا يحب الدنيا إلا
إلا جل الليل؛ فعن المغيرة بن حبيب  رحمه الله لما برزالعدو، قال عبد الله
بن غالب -رحمه الله - على ما آسى من الدنيا فوالله ما فيها للبيب جذل (1) ووالله لولا محبتي لمباشرة السهر بصفحة وجهي
وافتراش الجبهة لك يا سيدي، والمراوحة بين الأعضاء والكراديس (2)

في ظلم الليالي؛ رجاء ثوابك وحلول رضوانك، لقد كنت متمن يا لفراق الدنيا وأهلها، ثم كسر جفن سيفه (3) 
وتقدم فقاتل، حتى قتل، فلما دفن، أصابوا من قبره رائحة المسك، فرآه رجل فيما يرى النائم، فقال: يا أبا فراس ماذا ص نعت؟ قال: خير الصنيع، قال: إلى ما صرت؟ قال: إلى 
الجنة، قال: بم؟ قال: بحسن اليقين، وطول التهجد، وظمأ الهواجر، قال فما هذه الرائحة الطيبة التي توجد من قبرك؟ قال: ت لك رائحة التلاوة
والظمأ، قال: أوصني، قال: بكل خير أوصيك، قال: أوصني، قال: اكسب لنفسك خيرا، لا تخرج عنك الليالي والأيام عطلا ؛ فإني رأيت الأبرار نالوا البر بالبر بن غالب

، وكان عبد الله رحمه الله يصلي في اليوم مائة ركعة، يقرأ في أول النهار سبعا (4) وفي آخره سبعا(5)


المراجع


(1) جذ ل: فرح، انظر: كتاب الأفعال، لابن القطاع: 1 / 160 .
( 2 ) الكراديس: رؤوس العظام، واحدها: كردوس. وقيل: هي ملتقى كل عظمين
ضخمين : كالركبتين، والمرفقين، والمنكبين، انظر: مرقاة المفاتيح شرح مشكاة
المصابيح، لعلي القاري: 9 / 370

(3) جفن السيف: البيت الذي يغمد فيه، انظر: تهذيب اللغة، للأزهري: 11 / 77 .

(4) لعله أراد سبع سور، والله تعالى أعلم.

(5) مختصر قيام الليل وقيام رمضان وكتاب الوتر، للمروزي: 1 / 69 .


السابق التالى

مقالات مرتبطة بـ مشهد لعبد الله بن غالب لا يحب الدنيا إلا لأجل الليل

معرفة الله | علم وعَملIt's a beautiful day