مشهد لهناد بن السري عابد النهار ، وعابد الليل
وهذا هناد بن السري ، العابد الزاهد ، المحب لله تعالى ، كان يرى من عبادته العجب بالنهار وبالليل ؛ فعن أحمد بن سلمة النيسابوري الحافظ ، قال : " كان هناد بن السري - رحمه الله - كثير البكاء ، فرغ يوماً من القراءة لنا ، فتوضأ ، إلى المسجد ، فصلى إلى الزوال ، وأنا معه في المسجد ، ثم رجع إلى منزله ، فتوضأ ، وجاء فصلى بنا الظهر ، ثم قام على رجليه يصلى إلى العصر ، يرفع صوته بالقرآن ، ويبكي كثيراً ، ثم أنه صلى بنا العصر ، وأخذ يقرأ في المصحف ، حتي صلى المغرب ، قال : فقلت لبعض جيرانه : ما أصبرة على العبادة ! فقال : هذة عبادته بالنهار منذ سبعين سنه ، فكيف لو رأيت عبادته بالليل ، وما تزوج قط ، ولا تسرى ، وكان يقال له : راهب الكوفة " (1).
المراجع
- سير أعلام النبلاء للذهبي : 466/1