إثبات استواء الله على عرشه المجيد


أبو رملة محمد المنصور

إثبات استواء الله على عرشه المجيد

قال الله تعالى : ﴿إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ﴾ [الأعراف : 54] [يونس : 3].  وقال تعالى في وصف القرآن : ﴿تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا (4) الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5)﴾ [طه ].

قال الإمام البغوي : قوله : ﴿ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ﴾: علا عليه [1].

وذكر الله عز وجل استواءه على العرش بعد خلق السموات والأرض في سبعة مواضع في كتابه الكريم منها ما تقدم ومنها في سورة الفرقان : 59 وفي سورة السجدة : 4 وفي سورة الرعد : 2 وفي سورة الحديد:4.

وفي البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة t عن النبي ^: "لما قضى الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش : إن رحمتي غلبت غضبي" .[2]

قال القاضي أبو محمد عبد الوهاب بن علي بن نصر البغدادي المالكي (ت 422هـ) رحمه الله في شرحه لمقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني عند قول ابن أبي زيد "وأنه فوق عرشه المجيد بذاته ، وهو في كل مكان بعلمه" قال :

واعلم أن الوصف له تعالى بالاستواء اتباع للنص ، وتسليم للشرع ، وتصديق لما وصف نفسه تعالى به . ولا يجوز أن يثبت له كيفية لأن الشرع لم يرد بذلك ، ولا أخبر النبي ^ فيه بشيء ، ولا سألته الصحابة عنه .[3]

وقال الحافظ الذهبي رحمه الله :

هذه الصفات من الاستواء والإتيان والنزول قد صحت بها النصوص ، ونقلها الخلف عن السلف ، ولم يتعرضوا لها برد ولا تأويل ، بل أنكروا على من تأولها مع إصفاقهم (اجتماعهم) على أنها لا تشبه نعوت المخلوقين، وأن الله ليس كمثله شيء ، ولا تنبغي المناظرة ولا التنازع فيها ، فإن في ذلك محاولة للرد على الله ورسوله ، أو حوما على التكييف أو التعطيل .[4]

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

[1] انظر معالم التنزيل للبغوي اختصار وتعليق عبد الله بن أحمد بن علي الزايد ، ط. حهاز الإرشاد والتوجيه بالحرس الوطني ، الرياض ، 1421هـ ، 1/457 .

[2]وقد أورده الإمام البخاري في ستة مواضع في ك بدء الخلق رقم 3194 وفي ك التوحيد بالأرقام التالية : 7404 ، 7422 ، 7453 ، 7553 و 7554 من طرق مختلفة في كلها إثبات أن هذا الكتاب عنده فوق العرش. وأخرجه مسلم من ثلاثة طرق في ك التوبة برقم 2751..

[3] شرح عقيدة الإمام مالك الصغير أبي محمد عبد الله ابن أبي زيد القيرواني، للإمام أبي محمد عبد الوهاب بن علي بن نصر البغدادي المالكي ، صححها وضبطها العلامة أبو أويس محمد بو خيرة الحسني التطواني ، وخرج أحاديثها أبو الفضل بدر العمراني ، دار الكتب العلمية ن بيروت ، لبنان ، ط. الأولى ، 1423هـ/2002م ، ص 28.

[4]  سير أعلام النبلاء (11/376) .

السابق التالى

مقالات مرتبطة بـ إثبات استواء الله على عرشه المجيد

  • تفسير السلف الصالح لاستواء الله على عرشه

    موسوعة الفتاوى

    السؤال: سئل فضيلة الشيخ: عن تفسير استواء الله -عز وجل- على عرشه بأنه علوه تعالى على عرشه على ما يليق

    16/05/2021 1279
  • المجيد

    د. باسم عامر

    الدليل: قال الله تعالى: ﴿ قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ۖ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ

    10/12/2021 667
  • عبادة الله باسمه تعالى المجيد

    د. أشرف حجازي

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم. قال الله تعالى: (*إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ*)

    12/09/2018 2350
معرفة الله | علم وعَملIt's a beautiful day