الكَبير
الكَبير
قال تعالى: } عَالم الغيْب والشهَادةِ الكَبيرُ المتعال { [الرعد:9]، وقال: } ذلكَ بأن الله هو الحق وأن مَا يَدْعُون مِن دُونه البَاطِل وأن اللهَ هو العَليُّ الكَبيرُ { [لقمان:30] .
والكبير سبحانه هو الواسع العظيم عظمة مطلقة في الذات والصفات والأفعال، فهو الذي كبر وعلا في ذاته، قال تعالى: } وسِعَ كرسِيُّه السَّمَاواتِ والأرضَ { [البقرة:255]، وروي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: (ما السماوات السبع والأرضون السبع في يد الله إلا كخردلة في يد أحدكم) ([1]) .
وهو الكبير في أوصافه فلا سمي له ولا مثيل، ولا شبيه ولا نظير، وهو الكبير في أفعاله فعظمة الخلق تشهد بكماله وجلاله، وهو سبحانه المتصف بالكبرياء، ومن نازعه في وصفه قسمه وعذبه .
ومن الدعاء باسم الله الكبير: (لاَ إلهَ إلا الله وحْدَه لاَ شرِيكَ له الله أكْبَرُ كَبيرًا، والحمْدُ لله كثيرًا، سُبْحان الله رَب العَالمِين، لاَ حول ولاَ قوة إلا بالله العَزيز الحكِيمِ، اللهمَّ اغفِر لي وارحمني واهدِنِي وارزُقنِي) ([2])، (الله أكْبَرُ كَبيرًا والحمْدُ لله كثيرًا وسُبْحان الله بُكْرَة وأصِيلا) ([3]) .
ومن آثار توحيد المسلم لله في اسمه الكبير خضوعه لله بتوحيد بالعبودية، وأن يخلع عن نفسه أوصاف الربوبية، ولا ينازع ربه أو يتشبه به في الكبرياء والفوقية، فيرى ضآلة نفسه ووصفه مهما بلغت به الرياسة والحاكمية، ولا يغضب لأموره الشخصية، بل يغار إذا انتهكت حرمات الله ويتقبل النصح من آحاد الرعية، وأن يكون أمينا راعيا على قدر الأمانة والمسئولية .
وإذا أخذته العزة بأنه الكبير في أرضه والأمير على بلده تذكر أن الله عز و جل متوحد في اسمه ووصفه؛ وأنه الكبير الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك .
---------------------------------
(1) تفسير الطبري 24/25 .
(2) صحيح مسلم (2696) .
(3) صحيح مسلم (601) .