القهَّارُ
القهَّارُ
قال تعالى: } قل الله خالق كل شيْءٍ وهو الواحِدُ القهار { [الرعد:16] .
والقهار سبحانه هو الذي له علو القهر باعتبار الكثرة والتعيين في الجزء، أو باعتبار نوعية المقهور، فالله عز وجل أهلك قوم نوح وقهرهم وقهر قوم عاد وثمود، وقهر فرعون وهامان والنمرود، وقهر قوم لوط، وقهر أبا جهل والمشركين، وقهر الفرس والصليبيين، فهو سبحانه قهار لكل متكبر جبار، كثير القهر للظالمين، يقهر من نازعه في ألوهيته وعبادته وربوبيته وحاكميته وأسمائه وصفاته، وقهره سبحانه عظيم أليم .
ومن الدعاء باسم الله القهار ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا تقلب من شدة الألم وتضور من الليل قال: (لا إله إلا الله الواحد القهار رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار) ([1]) .
ومن آثار توحيد المسلم لله في اسمه القهار قهر النفس على الطاعة والإيمان، فيقهرها بالاستغفار والتوبة، ويقهر وسواس الشيطان بالاستعاذة، ويقهر الشبهة والجهل باليقين ونور العلم، ويقهر كل ظالم جبار بالاستعاذة بالله الواحد القهار . ومن أثار الاسم على المسلم أن يلين للفقراء والمستضعفين، ويحنوا على اليتامى والمساكين، ويعفو عند المقدرة عن المسيئين، وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ثلاث والذِي نفسُ محمَّدٍ بيدِه إن كنت لحالفا عليْهن، لا يَنقصُ مَال مِن صَدَقة فتصَدقوا، ولا يَعفو عبْدٌ عن مَظلمةٍ يَبْتغي بها وجْهَ الله إلا رَفعه الله بها عِزا يَومَ القيَامَةِ، ولا يَفتحُ عبْدٌ بَابَ مَسألةٍ إلا فتح الله عليْه بَابَ فقر) ([2]) .
-----------------------------------
(1) صحيح ابن حبان (5530) .
(2) صحيح الترغيب والترهيب (814) .