فوائد الإيمــان وثمــراته
كم في الإيمان الصحيح من الفوائد والثمرات العاجلة والآجلة في القلب والبدن والراحة والحياة الطيبة في الدنيا والآخرة فخيرات الدنيا والآخرة ودفع الشرور كلها من ثمرات الإيمان.
1-فمن أعظم فوائد الإيمان وثمراته الاغتباط بولاية الله تعالى الخاصة التي هي أعظم ما تنافس فيه المتنافسون وأجل ما حصله الموفقون
قال تعالى:
"أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآَخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ"
([1])
فكل مؤمن تقي فهو لله ولي ولاية خاصة من ثمراتها ما قاله الله عنهم:
"اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ"
([2)
أي من ظلمات الكفر والجهل والغفلة إلى نور الإيمان والعلم والطاعة والانقياد والتذكر.
2-ومن ثمرات الإيمان الفوز برضى الله تعالى ودار كرامته
قال تعالى:
"وَعَدَ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ".
([3])
3-ومنها أن الإيمان الكامل يمنع من دخول النار والإيمان الضعيف القليل يمنع من الخلود فيها فمن آمن إيماناً أدى به الواجبات وترك المحرمات لا يدخل النار ولا يخلد فيها من في قلبه شيء من الإيمان كما تواترت بذلك الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم .
4- أن الله يدافع عن المؤمنين جميع المكاره وينجيهم من الشدائد
كما قال تعالى:
"إِنَّ اللهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا"
([4]).
5-أن الإيمان والعمل الصالح يثمر الحياة الطيبة في الدنيا والآخرة التي هي راحة القلب وطمأنينة النفس والقناعة برزق الله وإدراك لذة العبادة
قال تعالى:
"مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ".
([5])
6- أن جميع الأعمال والأقوال إنما تصح وتكمل بحسب ما قام بقلب صاحبها من الإيمان والإخلاص والمحبة لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم .
7-أن صاحب الإيمان يهديه الله إلى صراطه المستقيم يهديه إلى علم الحق والعمل به وإلى تلقي المحاب والمسار بالشكر وتلقي المكاره والمصائب بالصبر والرضا
كما قال تعالى
"وَمَن يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ"
قال بعض السلف: هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم.
8-ومن ثمرات الإيمان ولوازمه من الأعمال الصالحة محبة الله للمؤمن ومحبة المؤمنين له
كما قال تعالى:
"إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا"
([6])
أي محبة في قلوب الخلق ومن أحبه الله وأحبه المؤمنون حصلت له السعادة والفلاح والفوائد الكثيرة من محبة المؤمنين من الثناء والدعاء له حياً وميتاً وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء
9-أن الله يرفع درجات المؤمنين في الدنيا والآخرة بإيمانهم الصحيح وعلمهم النافع وعملهم الصالح
"يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ".
([7])
10-حصول البشارة بكرامة الله والأمن التام من جميع الوجوه في الدنيا والآخرة أمنٌ من سخط الله وعقابه وأمنٌ من جميع المكاره والشرور والبشارة الكاملة بكل خير
"لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآَخِرَةِ"
([8]) وذلك هو الفوز العظيم. اللهم اجعلنا من أوليائك المتقين وحزبك المفلحين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
11-حصول الفلاح الذي هو إدراك المطلوب والنجاة من كل مرهوب كما قال تعالى بعد أن ذكر أوصاف المؤمنين
"أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ"
([9]).
12-من فوائد الإيمان الانتفاع بالمواعظ والتذكير والآيات
كما قال تعالى:
"وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ"
سورة الذاريات آية 55
13-أن الإيمان يحمل صاحبه على الشكر في حالة السراء والصبر في حالة الضراء وكسب الخير في كل أوقاته
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :
"عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن"
رواه مسلم
فيجتمع للمؤمن عند السراء والنعم نعمتان نعمة حصول المحبوب ونعمة التوفيق للشكر وبذلك تتم عليه النعمة وتحصل له الزيادة، ويجتمع له عند الضراء ثلاث نعم نعمة تكفير السيئات ونعمة الحصول مرتبة الصبر ونعمة سهولة الضراء عليه كما تحصل له الرحمة من ربه والهداية:
"أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ"
سورة البقرة آية 107
14-أن الإيمان يقطع الشكوك التي تعرض لكثير من الناس فتضر بدينهم وذلك لأن الباطل يتضح بطلانه بأمور كثيرة أعظمها العلم أنه مناف للحق وكل ما ناقض الحق فهو باطل:
"فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ"
سورة يونس آية 32
15-أن الإيمان ملجأ المؤمنين في كل ما يلم بهم من سرور وحزن وخوف وأمن وطاعة ومعصية وغير ذلك من الأمور التي لابد لكل واحد منها وذلك من فضل الله عليهم.
16-أن الإيمان الصحيح يمنع العبد من الوقوع في الموبقات المهلكة حياء من الله وإيماناً باطلاعه عليه وخوفاً من عقابه ورجاء لثوابه فنسأل الله تعالى أن يمن علينا بالإيمان الصادق اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين آمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم([10]).
المراجع
- سورة يونس آية 62 – 64.
- سورة البقرة آية 257.
- سورة التوبة آية 72.
- سورة الحج آية 38.
- سورة النحل آية 97.
- سورة مريم آية 96.
- سورة المجادلة آية 11.
- سورة يونس آية 64.
- سورة البقرة آية 5.
- انظر المصدر السابق.