التقوى رأسُ كل شيء بنص السنة الصحيحة
التقوى رأسُ كل شيء بنص السنة الصحيحة كما جاء في الحديث الآتي :
( حديث أبي سعيدرضي الله عنه الثابت في صحيح الجامع )أنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:أُوصِيْكَ بِتَقْوَى اللهِ تَعَالَى فَإِنَّهُ رَأْسُ كُلِ شَيءٍ([1]) وَعَلَيْكَ بِالجِهَاد([2])ِ فَإِنَّهُ رَهْبَانِيَةَ الإِسْلَامِ([3]) وَعَلَيْكَ بِذِكْرِ اللهِ تَعَالَى وَتِلَاوَةَ القُرآنِ([4]) فَإِنَّهُ رَوْحَكَ([5]) فِي السَّمَاءِ وَذِكْرُكَ فِي الأَرْضِ([6]).
[*] قال الإمام المناوي رحمه الله تعالى في فيض القدير:
( أوصيك بتقوى اللّه تعالى فإنه رأس كل شيء ) إذ التقوى وإن قلّ لفظها جامعة لحق الحق والخلق شاملة لخير الدارين إذ هي تجنب كل منهي وفعل كل مأمور كما مر غير مرة ومن اتقى اللّه حفظه من أعدائه ونجاه من الشدائد ورزقه من حيث لا يحتسب وأصلح عمله وغفر زَلَلَهُ وتكفل له بكفلين من رحمته وجعل له نوراً يمشي به بين يديه وقبله وأكرمه وأعزه ونجاه من النار إلى غير ذلك مما مرّ ويأتي ببراهينه ( وعليك بالجهاد ) أي الزمه ( فإنه رهبانية الإسلام ) أي أن الرهبان وإن تخلوا عن الدنيا وزهدوا فيها فلا تخلي ولا زهد أفضل من بذل النفس في سبيل اللّه فكما أن الرهبانية أفضل عمل أولئك فالجهاد أفضل عملنا والرهبانية ما يتكلفه النصارى من أنواع المجاهدات والتبتل ( وعليك بذكر اللّه وتلاوة القرآن ) أي الزمهما ( فإنه ) يعني لزومهما ( روحك ) بفتح الراء راحتك ( في السماء وذكرك في الأرض ) بإجراء اللّه ألسنة الخلائق بالثناء الحسن عليك أي عند توفر الشروط والآداب ومنها أن يجمع حواسه إلى قلبه ويحضر في لبه كل جارحة فيه وينطق بلسانه عن جميع ذوات أحوال جوارحه حتى تأخذ كل جارحة منه قسطها منها وبذلك تنحات عنه الذنوب كما يتحات الورق عن الشجر فلم يقرأ القرآن من لم يكن ذا حاله ولم يذكر من لم يكن كذلك ذكره الحرالي وغيره .
--------------------------------------------------------------------------------
[1]لأن التقوى جامعة( لِحَقِ الحَقِ وَالخَلْقِ)، إذ هي امتثال الأوامر واجتناب النواهي ، أن يراك الله حيث أمرك ولا يراك حيث نهاك .
[2]أي الزمه .
[3]أي أن الرهبان وإن تخلوا عن الدنيا وزهدوا فيها فلا تخلي ولا زهد أفضل من بذل النفس في سبيل اللّه.
[4]أي الزمهما .
[5]بفتح الراء راحتك .
[6]بإجراء اللّه ألسنة الخلائق بالثناء الحسن عليك أيتكون مقبولاً في الأرض .